مقالع الرخام بواد أمليل بتازة كنوز مدفونة وأسرار دفينة وحقوق مهضومة

abdelaaziz6ساعتين agoLast Update :
مقالع الرخام بواد أمليل بتازة كنوز مدفونة وأسرار دفينة وحقوق مهضومة

إريس المؤدب “

 

تعتبر مقالع الرخام بجماعة غياثة الغربية بواد أمليل كنزا مدفونا في باطن الأرض ، يدري على أصحابه ملايير السنتيمات سنويا ، ويشغل يدا عاملة بأجور هزيلة ، ويضخ في ميزانية الجماعة قدرا يسيرا من عائدات الضرائب ، إلا أن المثير الذي تكمن معه مجموعة من الأسرار الدفينة داخل هذه المقالع المتفرقة في الجهة الغربية لواد أمليل الممتدة على أراضي شاسعة تقع داخل نفوذ جماعات أخرى ، تهم الطريقة التي تستخرج بها الأحجار بواسطة آليات ضخمة ، حولت المنطقة إلى أراضِِ كلها حفر ، وتجواويف عميقة يثيران الخوف والفزع في نفوس الساكنة المجاورة . ما أثر بشكل ملموس على الفلاحة ، و الفرشة المائية ، وأراضي رعي المواشي .

 

استخراج أحجار الرخام الخام ، يتم صقلها بطريقة عصرية ، لتصديرها داخل التراب الوطني وخارجه ، لأنها تعد من الأحجار ذات جودة عالية ، ما جعل واد أمليل والجماعات المجاورة تشتهر بهذه الأنواع الحجرية المشهورة بتميزها وجماليتها وصلابتها ، وأصبحت ثروة محلية ، تَدُرُ ؟ أموالا باهضة على أصحابها إلا أنها لا تظهر على أرض الواقع ، إما لأن المداخيل المترتبة عن عملية البيع المحلي و التصدير ، المحولة لخزينة الدولة على شكل ضرائب لا ترقى لما يتم استخراجه بفعل التملص الضريبي ، أو لأن تدخلات بعض مهنيي القطاع مع جهات نافذة تسمح لهم بالتلاعب في قيمة المستخرجات من باطن الأرض . وعدم التصريح بالرقم الحقيقي للأرباح الصافية التي تتحول إلى حساباتهم البنكية .

 

واد أمليل وبعد اشتهارها لسنوات طويلة بمطاعم الشواء ، انتقلت لتحتل درجات متقدمة على الصعيد الوطني ، في تصدير الرخام المستعمل في تزيين العمارات والفيلات والمساكن الفاخرة ، حتى أنها أصبحت وجهة مفضلة لشاحنات من الحجم الكبير تتحمل بهذه الأحجار وتتوجه إلى شركات مشهورة في مدن عديدة لبيعه بأثمان باهضة ، وتصديره إلى الخارج دون أن تعود هذه العائدات المالية بالنفع على البنية التحتية لجماعات لازالت تعيش في ظروف مزرية . و تساهم في توفير مناصب شغل قارة لمحاربة البطالة المتفشية بين صفوف شباب المنطقة ، وتحسين الظروف المعيشية للساكنة ، فالعمال الذين يشرفون على عملية استخراجها بمشقة وضنك من حفر عميقة خطيرة ، تبقى على حالها دون أن تُردم حفاظا على سلامة الساكنة والرعاة والمواشي ، ويتابعون كل مراحل التقطيع والصقل والتلفيف ، كثيرا ما يشتكون من رواتب هزيلة ، لا ترقى لما يقومون به من عمل شاق طيلة اليوم ، والأخطار المترتبة عن الحفر والخنادق المنتشرة دون حماية ، و التصاقهم على مدار ساعات العمل بآليات التقطيع العملاقة . لأن المفروض أن يوفر المشغل كل التجهيزات الإسعافية الضرورية ، وألبسة خاصة ، وخودات واقية ، تماشيا مع ظروف العمل الصعبة ، التي تحيط بها المخاطر أثناء عملية استخراج الأحجار وإخضاعها لإعادة الصقل والتدوير والتلميع . ورفع الرواتب الشهرية حسب نوعية العمل الذي يتطلب مجهودات مضاعفة .

 

الحديث عن مقالع الرمال يجرنا لاستحضار ما قامت به مجموعة من اللجن المختلطة حلت بعين المكان على فترات متباعدة ، ووقفت على خروقات كثيرة في تدبير هذا القطاع الحيوي ، في أكثر من موقع ، وما تم اكتشافه في بعض المقالع التي كانت تعمل دون ترخيص من طرف سياسيين معروفين وأشخاص نافذين على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي . وبدلا من التقيد بمخرجات هذه اللجنة المرفوعة للجهات المسؤولة ، وتقنين العمل في هذا القطاع المربح ، واحترام بنود دفاتر التحملات ، ازداد الوضع سوءا ، وتحولت أراضي شاسعة إلى وجهة لمزيد من المقالع العشوائية أمام أعين الجهات المسؤولة ، الشيء الذي أثر بشكل كبير على البيئة ، وأراضي الملك الغابوي الذي بدأت تتآكل تدريجيا ، ناهيك عما ترتب عن أشغال الحفر من تناثر الرمال والأتربة التي وصلت إلى داخل المدار الحضري ، والطريق الإقليمية المؤدية إلى مجموعة من الجماعات المحلية .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading