أعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جماعة الدولة الإسلامية (داعش) هي من كانت -ربما – وراء تنفيذ الهجوم على مدينة كازيانتيب وأن الانتحاري كان طفلا مراهقا.
وقع اعتداء آخر في تركيا.. قتل على الأقل 50 شخص وأصيب حوالي 100 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في هجوم انتحاري استهدف حفل زفاف نظم مساء السبت الأخير في مدينة كازيانتيب الواقعة بجنوبي شرق تركيا قريبا من الحدود مع سوريا.
في أول ظهور له بعد الحادث على شاشة القناة التلفزية CNN-TURK، أشار حاكم المنطقة علي ييرليكايا ليلة السبت-الأحد إلى أن حصيلته ارتفعت إلى 50 قتيل و94 جريح، كما اعتبر الرئيس أردوغان أن منفذ الانفجار يمكن ان يكون طفلا يتراوح عمره بين 12 و14 سنة.
أعلن مسؤول تركي أن حفل الزفاف أقيم في الهواء الطلق في حي يقع في وسط كازيانتيب، المدينة التي أغلب سكانها من الأكراد، وهو ما يرجح كفة الأحاديث عن هجوم جهادي إرهابي. استنادا إلى ما أذاعته وكالة الأخبار Dogan، يعود أصل العريسين وعائلتيهما إلى منطقة ذات أغلبية تركية تقع شرقا في ضواحي سيرت، وقد انتقلوا إلى هنا بسبب العنف والقصف المتبادلين بين الثوار الأكراد والقوات الحكومية. وحسب ذات الوكالة، اندس الانتحاري الصغير بين المدعوين وغالبيتهم من النساء والأطفال، قبل الإقدام على تفجير شحنته. وقال الحزب الموالي للأكراد في رسالة حملها بريده الإلكتروني إن الكثير من الأكراد فقدوا حياتهم، شاجبا الهجوم بلهجة غاضبة. من جهتها، كتبت جريدة “حرية” أن العريسين أصيبا بجروح وتلقيا إسعافات مستعجلة في حينه، إلا أن حياتهما لم تتعرض للخطر.
في صباح يوم الأحد الموالي، أشار رجب طيب أردوغان بأصبع الاتهام لتنظيم الدولة الإسلامية وحمله مسؤولية تنفيذ الهجوم الدموي على كازيانتيب. ففي بلاغ له، قال رئيس الدولة بأن لا وجود لاختلاف بين الداعية في المنفى فتح الله غولان، الذي يتهمه بكونه العقل المدبر للانقلاب المجهض ليوم 15 يوليوز، وبين متمردي حزب العمال لكرديستنان وبين جماعة داعش الفاعل المحتمل للهجوم الذي استهدف كازيانتيب. وجاء في البلاغ أن هناك رسالة واحدة لاغير يعاد توجيهها للواقفين وراء الاعتداء الإرهابي الأخير مفادها أن مساعيهم مآلها الفشل. واعتبر أردوغان أن هدف مرتكبي الهجوم كان هو زرع بذور الفتنة والانقسام بين مختلف مكونات المجتمع التركي. يذكر بهذا الصدد أن العديد من الجهاديين ينظرون إلى الأكراد بصفتهم أعداء، وفي سوريا المجاورة تقف الميليشيات الكردية في الصفوف الأمامية للمعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
أظهرت القنوات التلفزية أرطالا من سيارات الإسعاف وهي تصل تباعا إلى حيث تتمدد الجثث وهي مغطاة بأثواب بيضاء. وسرعان ما حلت جماعة من الأشخاص بعين المكان حاملين رايات تركية وصارخين بملء حناجرهم: لا لتقسيم بلادنا. لكن آخرين حاولوا أن ينتزعوا منهم أعلامهم فأطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء من أجل تفريقهم.
كما هو الشأن في كل هجوم من هذا الحجم، منعت السلطات التركية البث المباشر لصور الفاجعة على القنوات التلفزية والشبكات الاجتماعية. وفي تصريح لإحدى القنوات التلفزية، اعتبر نائب الوزير الأول محمد سيسميك وهو في نفس الوقت نائب عن كازيانتيب أن الهجوم على حفل زفاف عمل وحشي مدان. وأضاف قائلا إن هدف الإرهاب هو خلق الذعر بين الناس معلنا رفضه لهذا المخطط الخبيث ومؤيدا لفرضية هجوم انتحاري.
في سياق ذي صلة، أصدرت رئاسة الجمهورية الفرنسية بلاغا تمت فبه إدانة الهجوم الدنيء على كازيانتيب الذي ترتب عنه مساء يوم أمس موت 50 شخص وجرح 100 آخرين. وجاء في البلاغ أن فرنسا توجه تعازيها وتضامنها مع الشعب التركي في هذه المحنة وتقف إلى جانب كل من يحارب آفة الإرهاب.
متابعة أحمد رباص
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.