تقرير ومراسلة : عزيز اليوبي
في الوقت الذي يعلّق فيه سكان طرفاية آمالهم على مشاريع الماء الشروب المعلن عنها منذ سنوات، تتكشف مفارقة مؤلمة بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني. فقد تحولت الوعود إلى أرقام ضخمة على الورق، فيما بقيت المدينة تُعاني العطش اليومي وانقطاعات متكررة في التزويد.
المشروع الأبرز الذي رُوّج له سنة 2021 كلّف 8 ملايين درهم، وشمل إنجاز ثقب جديد للماء، ووضع محطة متنقلة لتحلية مياه البحر بصبيب إضافي يبلغ 5 لترات في الثانية، ومدّ قناة جديدة لجرّ الماء الخام على طول 1200 متر.
ووفق البلاغات الرسمية، كان من المفترض أن يغطي حاجيات 10 آلاف نسمة ويقلّص العجز المائي بنسبة 36%.
لكن الواقع اليوم يُكذّب هذه الأرقام: فالسكان ما زالوا يشكون من ضعف الضغط، والانقطاعات اليومية، ومعاناة متواصلة في أبسط احتياجاتهم.
ليست هذه المبادرة الوحيدة. فقد أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عن استثمارات إضافية:
17 مليون درهم لتقوية منشآت التوزيع سنة 2019.
50 مليون درهم لمحطة جديدة لتحلية مياه البحر بصبيب 15 لترًا/الثانية.
11 كيلومترًا لتوسيع شبكة التطهير السائل.
إنشاء محطة ضخ ومحطة لتصفية المياه العادمة بطاقة 873 م³ يوميًا.
ومع ذلك، لا يزال المواطنون ينتظرون التغيير الملموس، ما يثير تساؤلات حول مدى تنفيذ هذه المشاريع وجودتها، بل وحول الرقابة الفعلية على إنجازها.
من الناحية الإدارية، يضطلع عامل الإقليم بدور مركزي في تتبع المشاريع العمومية وضمان تنفيذها وفق المعايير. لكن الملاحظ، حسب الساكنة، هو غياب التواصل الرسمي والتوضيح حول أسباب استمرار الأزمة.
لم تُسجّل زيارات ميدانية معلنة، ولا تقارير تشرح أسباب التعثر أو تقيّم أداء المقاولات المنفذة.
ويبقى السؤال المشروع مطروحًا:
> هل غاب عامل الإقليم عن الملف؟ أم أن غيابه نتيجة تغييبه عن تفاصيل التنفيذ؟
المواطن في طرفاية لا يريد خطابات احتفالية ولا قصاصات إخبارية مليئة بالتفاؤل.
ما يطلبه بسيط وواضح: ماء صالح للشرب دون انقطاع، وبجودة تليق بكرامته.
المسؤولية مشتركة بين المكتب الوطني والمقاولات المنفذة، لكن عامل الإقليم يظلّ المسؤول الأول عن تتبع الأشغال وضمان استفادة المواطنين من مشاريعهم.
طرفاية اليوم لا تحتاج مشاريع في الافتتاح، بل مشاريع في الواقع.
ولا تحتاج بلاغات رسمية، بل إرادة حقيقية في الإصلاح والمحاسبة.
الماء ليس ترفًا، بل حقٌّ إنسانيّ يجب أن يُصان، والسكان ينتظرون الجواب:
> أين اختفى عامل الإقليم من هذا الملف؟ ولماذا لا يخرج لتوضيح الحقيقة؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

