في صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُثير الغضب والحسرة، تعود طفلة صغيرة من المدرسة في حي السلام مغطاة بالوحل من الرأس إلى القدمين، بعد أن تحولت الطرق الترابية إلى بحيرات طينية مع أول قطرة مطر. هذه الطفلة، مثل عشرات الأطفال الآخرين في المنطقة، تواجه يوميًا معركة حقيقية للوصول إلى المدرسة، حيث يغرق الوحل حذاءها وملابسها، ويهدد صحتها وسلامتها، في واقع يُشبه العصور الوسطى وليس المغرب الحديث عام 2025. يصف السكان هذه الطرق بـ”الكارثية”، مشيرين إلى إهمال البنية التحتية الذي يجعل الذهاب إلى المدرسة مغامرة يومية، مما يُعيق حق التعليم الكريم ويُعرض الأطفال للأمراض والإرهاق.
تكشف هذه الحادثة عن مشكلة مزمنة في إقليم القنيطرة، حيث تفتقر طرق حي السلام إلى الرصف والصرف الصحي، مما يحولها إلى فخ للأطفال مع كل موسم أمطار. سبق أن أثار مواطنون في المنطقة شكاوى مشابهة، مثل تلك المتعلقة بطرق ريفية أخرى في سوق الأربعاء الغرب أدت إلى حوادث وغياب مدرسي متكرر، لكن الجهات المسؤولة – من وزارة التجهيز إلى الجماعات المحلية – لم تتحرك بعد. يتساءل الآباء: “إلى متى سيظل أبناؤنا يدفعون ثمن الإهمال؟”، مطالبين بميزانية عاجلة لتركيب طرق معبدة وإنارة، لضمان وصول الأطفال إلى المدرسة بأمان وكرامة.
يُعد هذا الواقع انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، حيث يُعيق التعليم ويُفاقم الفجوة الاجتماعية بين المناطق الحضرية والريفية. نداء مُلح للمسؤولين في القنيطرة: تحركوا الآن لإنقاذ مستقبل هؤلاء الأطفال، قبل أن تتحول الأمطار إلى كارثة أكبر. المستقبل يبدأ بخطوة آمنة نحو المدرسة، لا بالوحل والمعاناة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
