إدريس المؤدب “
مع أول قطرات أمطار الخير التي سقطت في تاهلة في اليومين الأخيرين، تحولت كالعادة كل الشعاب التي بقيت دون إصلاح لتهدد حياة الساكنة وممتلكاتهم ، فرغم أن واحدة من الشعاب المتواجدة بين أحياء سكنية مكتضة بالسكان بشارع الأطلس ، والتي تستقبل مع كل فصل ماطر كما كبير من مياه الأمطار بقيت على حالها ، دون أن يتم توسيعها و بناءها بالإسمنت ، مع وضع قنطرة تغني الناس عن السير في الوحل والطين والمياه الجارفة للوصول إلى منازلهم التي تخترقها المياه كل المواسم الماطرة .
ساكنة هذه الأحياء تعيش في صراع مع الزمن كلما دخلت المياه إلى منازلهم صارعوا لإنقاذ الأطفال والشيوخ من الغرق ، قبل أن يحاولوا جمع الأثات المنزلية التي تسبح في المياه في مشهد مأساوي يعكس معاناة السكان وغياب الحلول الجذرية لمشكل الفيضانات المتكرر .
مشهد الفيضانات المفاجئة و المتكررة في هذه النقطة التي تتجمع فيها بقايا القاذورات والأزبال المنجرفة مع سيول الأمطار ، ليست الوحيدة المهددة لسلامة المواطنين ، فقد عرفت منذ سنوات سابقة مجموعة من الأحياء الأخرى كحي المسيرة فياضانات مماثلة حولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق ، بفعل كمية المياه الهادرة التي اخترقت المنازل والبيوت والناس نيام ، ولولا التدخلات العاجلة لرجال الوقاية المدنية الذين كانوا يجدون صعوبة بالغة للوصول إلى كل البيوت الغارقة لتطورت الأمور إلى الأسوأ ، ورغم تنبيهات المواطنين لإيجاد حلول آنية تقيهم تقلبات الطقس ، لم تتحرك الجماعة لهيكلة الشعاب المنتشرة داخل المدينة ، وبنائها لتستوعب مياه الأمطار الغزيرة وتحد من تخوف المواطنين من الغرق .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

