شهد إقليم الحوز خلال الأيام الأخيرة موجة من الأمطار التي بعثت الحياة من جديد في مختلف مناطقه الجبلية والفلاحية، لتنعش آمال الساكنة والفلاحين بعد سنوات متتالية من الجفاف والتراجع الحاد في الموارد المائية. هذه التساقطات، التي شملت عدداً من الجماعات القروية، أعادت الدفء إلى التربة ومنحت الفلاحين جرعة من التفاؤل بخصوص الموسم الفلاحي المقبل، خصوصاً بالنسبة لزراعات الزيتون والحبوب والقطاني والمساحات البورية التي تعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار. وتُعد هذه الأمطار أيضاً بمثابة متنفس للفرشة المائية ولمحيط السدود المنتشرة بالإقليم، وفي مقدمتها سدود تسقي مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية وتغذي حاجيات الساكنة من الماء الشروب.
ولم يقتصر أثر الغيث على المجال الفلاحي فقط، بل امتد ليخلق حركية اقتصادية واجتماعية داخل الإقليم، إذ استبشر سكان مناطق الحوز خيراً بهذه التساقطات التي تنعكس مباشرة على النشاط الفلاحي واليد العاملة الموسمية والأسواق المحلية. كما جاءت الأمطار في ظرفية حساسة يتطلع فيها الإقليم إلى تعزيز التنمية الترابية وتحسين ظروف العيش، حيث تراهن العديد من الجماعات على موسم فلاحي ناجح لدعم الاقتصاد المحلي وتحريك دينامية جديدة في الاستثمار الفلاحي والسياحي. ومع استمرار التوقعات الجوية الإيجابية، يأمل الفلاحون وسكان الإقليم في أن يكون هذا الموسم بداية لاسترجاع التوازن الطبيعي وتجاوز آثار الجفاف التي أثرت على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية خلال السنوات الماضية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
