تصفيات مونديال 2026: كبار أوروبا بين فرصة الحسم ومطبات الحذر

abdelaaziz63 ساعات agoLast Update :
تصفيات مونديال 2026: كبار أوروبا بين فرصة الحسم ومطبات الحذر

عبد الله مشنون

كاتب صحفي ومحلل سياسي مقيم في إيطاليا ،

بين طموح الحسم المبكر ومخاوف السقوط في فخّ الحسابات، تدخل المنتخبات الأوروبية الكبرى جولة حاسمة من تصفيات كأس العالم 2026، الذي سيقام لأول مرة على أراضي ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وفي وقت تبدو فيه فرنسا وإسبانيا والبرتغال على أعتاب التأهل المباشر، يجد المنتخب الإيطالي نفسه أمام وضع بالغ التعقيد، حيث لم يعد مصيره بين يديه.

 

منتخب “الديوك” يدخل مواجهة أوكرانيا في باريس بثقة الوصيف العالمي، وبهدف ضمان بطاقة العبور دون انتظار الجولة الأخيرة.
رجال ديدييه ديشان يتصدرون مجموعتهم برصيد 10 نقاط، ويتطلعون إلى فوز جديد يقطع الشك باليقين، خاصة وأن مباراة الختام أمام أذربيجان ستكون أقل ضغطًا في حال تحقق الانتصار المنتظر.

عودة نغولو كانتي إلى صفوف المنتخب بعد غياب طويل تشكل جرعة معنوية إضافية، رغم غياب عثمان ديمبيلي للإصابة.
ويعوّل ديشان على تماسك المجموعة وخبرة القائد كيليان مبابي لتأكيد أن وصافة مونديال قطر لم تكن صدفة، بل استمرار لمدرسة كروية تعرف كيف تفوز وقت الشدة.

في المقابل، تبدو إسبانيا أكثر المنتخبات استقرارًا على مستوى الأداء والنتائج.
المنتخب المتوَّج ببطولة أوروبا الأخيرة يتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة (12 نقطة من أربع مباريات)، ويكفيه التعادل أمام جورجيا في تبليسي لضمان العبور الرسمي إلى المونديال.

غياب لامين يامال، جوهرة برشلونة البالغ 18 عامًا، قد يُربك حسابات المدرب دي لا فوينتي، لكن “لا روخا” تملك بدائل قادرة على الحفاظ على النسق العالي بفضل التجانس بين عناصر الوسط والهجوم.
ويصرّ الاتحاد الإسباني على إعطاء الأولوية لسلامة اللاعب الشاب، في إشارة إلى نهج جديد يوازن بين الطموح الرياضي والجانب الإنساني.

أما البرتغال، فتمضي بثقة تحت قيادة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس نحو حسم التأهل أمام إيرلندا في دبلن.
انتصار جديد سيمنحها بطاقة العبور دون انتظار الجولة الأخيرة، ليواصل كريستيانو رونالدو، البالغ 40 عامًا، كتابة فصول جديدة من مسيرته الدولية الأسطورية.

رونالدو لا يزال قائدًا وقدوة، ليس فقط بأهدافه الخمسة في التصفيات، بل أيضًا بحضوره وتأثيره في غرفة الملابس.
ويغيب المدافع نونو مينديش للإصابة، ما يفرض على مارتينيس تعديلات تكتيكية في الجهة اليسرى، لكن المنتخب البرتغالي أظهر في الجولات السابقة مرونة تكفي لتجاوز أي غياب.

المشهد أكثر توترًا في المعسكر الإيطالي، حيث يحتاج “الآزوري” إلى نتائج الآخرين بقدر حاجته للفوز.
المنتخب يحتل المركز الثاني في مجموعته خلف النرويج بفارق ثلاث نقاط، ومع أن الفرصة لا تزال قائمة، إلا أن هامش الخطأ بات ضيقًا للغاية.

المدرب جينارو غاتوزو طالب لاعبيه بأقصى درجات الالتزام في الجولتين الأخيرتين أمام مولدوفا ثم النرويج في سان سيرو.
ورغم التحسن الملحوظ منذ توليه المسؤولية، فإن الضغط النفسي الناتج عن غيابين متتاليين عن المونديال لا يزال يخيّم على الفريق والجماهير.
الكرة الآن في ملعب الأزوري: إما انتفاضة تُعيد الهيبة، أو نكسة تُفاقم جراح كرة القدم الإيطالية.

في مجموعات أخرى، تبدو سويسرا وهولندا والنمسا وبلجيكا وكرواتيا قريبة من الحسم، فيما تنتظر ألمانيا، بطلة العالم 2014، تأكيد عودتها من بوابة لوكسمبورغ وسلوفاكيا.
هي جولة لن تخلو من المفاجآت، لكنها في الوقت ذاته ستحدد ملامح خريطة أوروبا في مونديال 2026.

نظرة مغربية على المشهد الأوروبي

من موقع المتابع من إيطاليا، لا يمكن إغفال المقارنة بين صرامة المنتخبات الأوروبية في الإعداد والتخطيط، وبين الطفرة التي يعيشها المنتخب المغربي بعد ملحمة قطر 2022.
فكما تسعى أوروبا لتجديد هياكلها ودماء منتخباتها، يعمل المغرب اليوم على ترسيخ مشروع رياضي وطني متكامل، قائم على تكوين الأجيال وصناعة الاستمرارية.
المشهد القاري والعالمي يؤكد أن كرة القدم لم تعد مجرد منافسة آنية، بل استراتيجية دولة، ومن يمتلك الرؤية والبنية هو من يحسم التأهل قبل الصافرة الأخيرة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading