ورزازات – مراسل – عزيز اليوبي
ورزازات – في أجواء مفعمة بروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء، احتضنت قاعة المركب الثقافي بورزازات، يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، لقاءً تواصليًا وتشاورياً نظمته التنسيقية الجهوية والإقليمية والمحلية للتكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية (النساء والشباب)، تخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة، تحت شعار:
“الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية – لا غالب ولا مغلوب”.
هذا اللقاء الوطني المتميز أعاد إلى الأذهان تلك اللحظة التاريخية التي أعلن فيها المغاربة من مختلف ربوع الوطن استعدادهم للدفاع عن وحدة البلاد، رافعين العلم والوطن في قلوبهم قبل أيديهم، ومجددين العهد بأن الصحراء المغربية ليست قضية سياسية، بل قضية وجود وهوية وجذور تمتد في عمق التاريخ.
حضور وطني ورسائل واضحة
اللقاء شهد مشاركة الأمين العام للتكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية السيد حيدب بنب، والمنسق العام ورئيس لجنة حقوق الإنسان داخل التنظيم السيد عزيز اليوبي، إضافة إلى عدد من النشطاء الحقوقيين والإعلاميين، وفعاليات مدنية وشبابية من مختلف المناطق.
افتُتحت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني المغربي، في لحظة حضر فيها التاريخ وتوحد فيها الحضور على ثوابت الوطن.
بعدها، ألقى المنسق الجهوي السيد: ” الحافظي العلوي” كلمته، حيث أكد أن هذه المبادرة تأتي لتجديد العهد الوطني الذي جمع المغاربة حول مشروع المسيرة الخضراء قبل خمسين سنة، وإبراز دور المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى.
دعوة للعودة والوحدة المغاربية
الأمين العام للتكتل، السيد : ” حيدب بنب. ” ، وجه رسالة قوية خلال مداخلته، دعا فيها الصحراويين المغاربة المحتجزين في تندوف إلى العودة إلى وطنهم الأم، مؤكدًا أن المغرب يفتح أبواب الحضن الوطني لكل أبنائه.
وقال بالحرف الواحد:
> “نمد اليد إلى الجزائر للجلوس إلى طاولة الحوار، من أجل اتحاد مغاربي موحد وقوي، يقوم على التعاون والاحترام المتبادل.”
هذه الرسالة تعكس رؤية مبنية على الحكمة والهدوء والتطلع إلى مستقبل يسوده السلام والاستقرار في المنطقة.
الباحث والخبير في قضايا الصحراء الأستاذ : ” آيت شعيب عبد الله ” ، قدم مداخلة تحليلية دقيقة حول قرار الأمم المتحدة الأخير، مؤكداً أن المجتمع الدولي يعترف بالحكم الذاتي كحلّ جدي وواقعي للنزاع المفتعل، وأن هذا التوجه ينسجم مع الرؤية الملكية السامية الهادفة لترسيخ التنمية والبناء في الأقاليم الجنوبية.
كما أكد الناشط الحقوقي السيد: ” نزار ناشيط، ” رئيس الفرع الإقليمي للمنتدى والمواطنة والدفاع عن حقوق الإنسان، أن المجتمع المدني يشكل اليوم قوة داعمة للدبلوماسية الوطنية في المحافل الدولية، من خلال الدفاع عن الحقائق التاريخية والميدانية التي تشهد عليها التنمية بالأقاليم الجنوبية.
وُزعت شواهد تقديرية على المشاركين تكريماً لجهودهم في إنجاح اللقاء وفي خدمة القضية الوطنية.
واختتمت الفعالية بتلاوة برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في لحظة اختلط فيها التأثر بالفخر، والهتافات الوطنية بالدعاء لجلالة الملك.
ورزازات اليوم لم تحتفل فقط بذكرى المسيرة… بل جسدت روحها.
قضية الوطن تتجدد، والإجماع ثابت، والوحدة خط أحمر.

اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

