في صبح يوم الجمعة ثاني عشر غشت، كان شاطئ المركز قبالة الكورنيش الوحيد على مستوى مدينة المحمدية بأسرها مسرحا لفوضى عارمة تسبب فيها قائد كان مصحوبا بعدد من أعوانه بفعل إتيانه لسلوكات استفزازية أثارت حفيظة المصطافين المتواجدين بعين المكان.
وتعود القضية وما فيها إلى أن القائد المتعجرف أراد أن يأمر بعض المصطافين بإزاحة كراسيهم وواقياتهم الشمسية بعيدا شيئا ما عن “التشليلة’ حتى يتركوا مسافة كافية بينهم وبين أمواج الشاطئ ضمانا لمرور الراجلين في سلام. إلا أن الطريقة التي اختارها لإقناع مخاطبيه الكثر كانت غير مناسبة مما أجج غضبهم عليه وبادلوه بعبارات نابية ترجموا بها مدى استيائهم من تصرفات قائد مقاطعة الميناء.
من الحاضرين من وصف سلوكات القائد بالسلطوية والتعسفية وبأنها تعكس الحنين إلى زمن الحكرة والاضطهاد. ولو أن المسؤول الأول عن قيادة الميناء – يقول الشاهدون – تحلى بما يكفي من الرزانة وكان متعقلا لتكلم مع المصطافين بأدب وتخلق لأقنعهم بالخضوع لطلبه المشروع ولكان الأمر في غاية البساطة. أما وهو قد عاملهم بأسوإ معاملة فلم يجدوا بدا من التعبير عن غضبهم وكاد الحادث أن يتطور إلى اقتتال تتناثر فيه الدماء والأشلاء لولا فرار القائد بجلده متبوعا بأعوانه.
وبحسب عقلاء عاينوا أطوار النازلة، تبين أن المصطافين كانوا فعلا مهيئين للامتثال عن طيب خاطر لأمر القائد لو أنه تجنب العنف اللفظي أثناء مخاطبتم وتفادى المس بكرامة الناس. وبما أنه أصر على إهانته، انتفضوا في وجهه وطردوه شر طردة.
في سياق متصل، لوحظ أن القائد حرص بطريقته الرعناء تلك على إخلاء الممر المحادي لمياه الشاطئ من الكراسي والمظلات مع غض الطرف عن الكلاب والخيول والجمال والدراجات الرباعية الدفع وتلك الماخرة لعباب البحر في جو كله فوضى وزعيق يصم الآذان.
متابعة : أحمد رباص
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.