النهار نيوز المغربية: يونس الشيخ
بعد فضيحة “التواركً” التي دوت من عمق المنطقة الجافة البعيدة “درعة تافيلالت”، والتي أصابت بالصدمة، المتتبعين الذين كانوا ينتظرون أخبار مشاريع طرقات تفك العزلة بدل سيارات فارهة لتحقيق راحة السادة المنتخبين، تأتي قضية جديدة لا تقل هولا من سابقتها.
لم يكن أحد يعتقد أن عمل رئيس الجهة، الحبيب الشوباني سيقتصر على بذل كل الجهود لتحقيق مصالحه، ومصالحه فقط، ولم أكن شخصيا أنتظر من هذا الرجل الذي خرج من وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، بسبب قضية محرجة، أنه سيختار العودة إلى مسقط الرأس ليحفر لنفسه حفرة تلو الأخرى.
وكأن الشوباني كان يعتقد أنه يستطيع فعل ما يريد داخل الجهة المنسية والتي تعاني من طوق إعلامي مهول إلى وقت قريب، جهلا منه بأن الراشيدية وورزازات وزاكورة وسكان المنطقة تغيروا كثيرا، وصحافة هذه الربوع كذلك.
السيد الشوباني، الوزير السابق عن حزب المصباح، رئيس جهة درعة تافيلالت، ومعه برلماني الراشيدية عبد الله الصغيري، ورئيس مجلس أرفود عبد السلام البرجي، وعضو حركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة محمد الباشوري، وامبارك الحميدي (إطار في حزب بنكيران)، حولوا مشروعا موجها للجهة في إطار أمهات أفكار مؤسسة علمية، إلى مشروع شخصي أسال لعابهم.
ولأن الشوباني ومن معه يعلمون أن كراسي ما بعد 2011 لا تدوم، فإنهم يفكرون بقيادة راكب “التواركً” في فعل المستحيل “باش يقضيو غرض” اعتقادا منهم أنهم في وقت “الغفلة” وجِهة “النسيان” و”الناس الطيبين واللي كايحشمو”.ذ
تدخل هؤلاء لدى مسؤول الجماعة السلالية “المعاضيض بالجماعة القروية “عرب الصباح زيز” بأرفود في إقليم الراشيدية، من أجل الاستفادة من أرض الجماعة السلالية تضاهي 200 هكتار، تتواجج بمنطقة تسمى “سهب الشياحنة” في إطار مشروع فلاحي لصالحهم، ولصالحهم فقط.
صبرا يا معالي الوزير السابق، صبرا يا إخوان بنكيران، فقد عِيل صبر الناس، وانتهى زمن “اللي جاي يدّي ويمشي”، مهلا يا من جئتم لتفعلوا ما فعل بنا سابقون، احذروا، ادرسوا خطواتكم، فقد تبدل الناس وما عاد جيل اليوم يقبل بسلوكات كهذه.
لو كنت مكانكم لفكرت ألف مرة ومرة، وقررت في الأخير ألا أسطو على فكرة كانت موجهة للجهة، وألا أستغل موقعي في الجهة والحزب لأتدخل لنفسي قصد الحصول على منفعة شخصية، بدل دعم أصحاب تلك الأراضي بالفكرة والتمويل العمومي لتغيير حياتهمم إلى الأفضل، لا أن تفكروا في استغلال أرضهم وأبنائهم عمالا لديكم تفاديا للمثل المغربي القائل “الحمار حماري، والركوب اللّور”، فالأرض أرضهم، وهم أولى بها من وزير سابق وأعضاء في حزب وحركة رئيس الحكومة.
قلت ما أعلم وأنتم أعلم، وبعيدا عن كل الاعتبارات، أنتم على خطأ.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.