النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
عقد مجلس جماعة حربيل، صباح الثلاثاء 09 شتنبر الجاري، دورة استثنائية بالقاعة المتعددة الاختصاصات بالشطر الثالث، وذلك استناداً إلى رسالة والي جهة مراكش آسفي عدد 18811 بتاريخ 01/09/2025. وقد تضمن جدول الأعمال الدراسة والموافقة على مشروع اتفاقية إحداث مجموعة الجماعات الترابية لتدبير مكتب حفظ الصحة، إضافة إلى مشروع اتفاقية بناء وتجهيز مكتب حفظ الصحة لفائدة الجماعات المعنية.
افتتح رئيس المجلس أشغال الدورة بكلمة رحب فيها بالحضور، مذكراً بأهمية الموضوع المطروح على أنظار المجلس. وبعد مناقشات عامة، جرى التصويت بالإجماع، في مشهد عكس حرصاً جماعياً على الدفع بالمشروع نحو التنفيذ لما يمثله من قيمة مضافة على مستوى الخدمات الصحية والبيئية بالمنطقة.
غير أن ما ميز هذه الدورة لم يكن فقط بعدها الإجرائي، بل أيضاً خلفيتها السياسية. فإجماع الأعضاء أثار تساؤلات المتتبعين حول مستقبل الأغلبية داخل المجلس: هل استطاع الرئيس بالفعل أن يعيد ترتيب بيته الداخلي وتسوية خلافاته مع المستشارين المنشقين، أم أن ما جرى مجرد توافق مرحلي فرضته أهمية المشروع وقد لا يصمد أمام محك الدورات المقبلة؟
ووفقاً لبعض المصادر المحلية، فإن جزءاً من المستشارين المنشقين عن الرئيس دخلوا في مشاورات غير معلنة، يعتقد أنها ارتبطت بمطالب تتعلق ببعض التعويضات والامتيازات مقابل عودتهم إلى صفوف الأغلبية. وهي معطيات تطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة التوافقات الراهنة، ومدى متانتها في ظل التجاذبات المستمرة داخل المشهد السياسي المحلي.
واختتمت أشغال الدورة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تلاها كاتب المجلس السيد مبارك بن منصور.
لتبقى هذه الدورة الاستثنائية إشارة قوية إلى أن المشاريع التنموية قد تكون جسراً لبناء التوافقات، لكنها في الآن ذاته اختبار حقيقي لمتانة الأغلبية داخل مجلس جماعة حربيل، وما إذا كانت قادرة على الصمود في وجه الحسابات السياسية الضيقة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.