✍️ بقلم: عزيز الدروش قيادي سابق بحزب التقدم والإشتراكية و المرشح السابق للأمانة العامة للحزب الكتاب …
في مشهد يعيد إنتاج نفس المسرحية البالية، إجتمع وزير الداخلية مؤخراً بما يُسمّى بـ”زعماء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان”. في الظاهر، إجتماع إداري للتحضير للإستحقاقات القادمة. في الحقيقة، هو لقاء لتزكية نفس الكائنات الإنتخابية التي أفرغت السياسة من معناها الحقيقيو النبيل و أغرقتها في وحل الفساد والإستبداد، وقتلت آخر ما تبقى من الأمل في التغيير.
من هنا، أقولها بكل وضوح وجرأة:
إنتخابات 2026 ستكون الأسوأ في تاريخ المغرب الحديث.
ليس من باب التهويل، بل من باب الواقعية السياسية و إحتكار الأحزاب من طرف ما يسمى بزعماء الذين لا يؤمنون بالديمقراطيةالداخلية *طرد و محاكمة و تهميش كل مناضل يفكر و ينتج و مستقل* . لأنه لا يمكن بناء دولة قوية، ديمقراطية، وعادلة على أنقاض مؤسسات حزبية ينخرها الفساد، ويتحكم فيها الاستبداد، وتُدار بمنطق الولاءات *الإنبطاح للزعيم* لا الكفاءات.
أحزابنا اليوم تحولت إلى شركات لتزكية الفاسدين، وتدوير نفس الوجوه الفاشلة. نخب سياسية فقدت كل شرعية أخلاقية و القانونية، ومجتمع مدني منهك أو متواطئ، وإعلام يزين القبيح ويُسكت صوت الأبرار.
السيد وزير الداخلية،
لا نريد إدارة إنتخابية تُشرف على عملية ديمقراطية شكلية. نريد تحرير الفعل السياسي من قبضة المافيات الحزبية، ومنطق التحكم المسبق في النتائج.
إذا استمر العبث، فإنكم لا تهيئون إنتخابات، بل تزرعون بذور الإنفجار الشعبي القادم.
فالشعب المغربي، الذي يعاني من القهر والبطالة والظلم وغلاء الأسعار و التحقير و التفقير والتهميش والتجويع، لم يعد يحتمل مشهداً سياسياً مزيفاً يسرق كرامته كل خمس سنوات باسم “الانتخابات”.
فإما التغيير الحقيقي، وإما القطيعة التامة مع هذا المسار الفاسد.
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
*عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي*
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
