من يحرّك المياه العكرة بجماعة حربيل؟

النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني

في الوقت الذي تنتظر فيه ساكنة جماعة حربيل – تامنصورت خطوات فعلية لفك عقدة البلوكاج التي عطّلت عجلة التنمية لسنوات، بدأت تروج بعض الأخبار عن قيام إحدى الجمعيات المحلية بجمع توقيعات لعريضة تتهم المعارضة بعرقلة التنمية داخل المجلس الجماعي.

السؤال المطروح هنا ليس عن مضمون العريضة فقط، بل عمّن يقف وراء هذا التحرك المفاجئ في هذا التوقيت بالضبط. هل نحن أمام مبادرة مدنية حقيقية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون امتدادًا لتضاربات سياسية تحاول بعض الأطراف إلباسها لبوس المجتمع المدني؟

وهل أصبحت بعض الجمعيات، التي يُفترض فيها الحياد والاشتغال لصالح الصالح العام، أدوات لتأجيج الخلافات السياسية وشحن الشارع ضد طرف دون آخر؟ والأهم من كل ذلك: هل مثل هذه “الخرجات” – إن صحّت – تساهم في تنوير الرأي العام أم تزيده انقسامًا؟ وهل تُقدّم حلولًا للساكنة أم تُعيد إنتاج نفس الصراع الذي كبّل المدينة وأهلها؟

الساكنة اليوم لا تنتظر العرائض ولا تبادل الاتهامات، بل تنتظر خدمات، مستشفى، نقل حضري، مدارس مؤهلة، ومشاريع تليق بحجم المدينة. أما الباقي… فمجرد ضجيج في الهامش.