نواكشوط….. مراسل : عزيز اليوبي .
في خطوة حاسمة تعكس إصرار موريتانيا على تعزيز سيادتها الأمنية، قررت السلطات الموريتانية إغلاق منطقة “لبريكة” بشكل نهائي، رغم الضغوط الشديدة التي مارستها جبهة البوليساريو بدعم جزائري، للإبقاء على هذا المعبر مفتوحًا.
وكشفت مصادر موثوقة أن القرار اتُّخذ لأسباب أمنية صرفة، بعد توالي التقارير الاستخباراتية التي تشير إلى استغلال “لبريكة” كممر للتهريب وملاذ للأنشطة غير المشروعة العابرة للحدود، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد محاولات فاشلة من قبل البوليساريو لإقناع نواكشوط بالإبقاء على المعبر، حيث تم تقديم إغراءات مالية ودعم لوجيستي بإيعاز مباشر من الجزائر، إلا أن موريتانيا رفضت بشكل قاطع الانجرار وراء هذه العروض، مؤكدة أنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى مسرح لفوضى الميليشيات أو نشاطات مشبوهة لا تخدم سوى أجندات انفصالية.
وصرّحت جهات مسؤولة أن الإغلاق النهائي للمنطقة هو جزء من خطة أمنية شاملة تهدف إلى تطويق أي ممرات غير قانونية، وتعزيز الرقابة العسكرية على الحدود، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
الخطوة الموريتانية لاقت ترحيبًا في الأوساط الإقليمية والدولية، خاصة في ظل تزايد الدعوات إلى تجفيف منابع التهريب والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء. كما اعتبرها محللون رسالة واضحة تفيد بأن نواكشوط حريصة على النأي بنفسها عن صراعات مفتعلة، والاصطفاف إلى جانب الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول.
ويبقى إغلاق “لبريكة” مؤشرًا قويًا على التغيرات في مواقف بعض دول المنطقة، في ظل استمرار الجزائر في محاولات التأثير على محيطها عبر دعم كيان لا يحظى بأي اعتراف أممي، فيما تتجه موريتانيا بثبات نحو ترسيخ الأمن والاستقرار داخليًا، وحماية حدودها من أي اختراق خارجي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.