يحدث هذه الايام في المغرب الكثير من الحراك الثقافي والفني والاجتماعي والحقوقي ….وأهل الفن في حالة شرود ..شرود يعكسه حجم هذه الفئة في المجتمع وفي النقاش والسجال والجدال الدائر حول قضايا مصيرية قد ترهن البلاد لسنوات قادمة ….فحينما ارتفع صوت النقاش حول مسودة مشروع القانون الجنائي كان أهل الفن أكثر سلبية من كل مكونات المجتمع المغربي قاطبة …فلا تجريم العلاقات الجنسية الرضائية أثارهم ولا النقاش المستفيض حول الافطار في رمضان حركهم …وحتى حين تعلق الامر بمنع فيلم أجنبي من العرض في القاعات السينمائية لم نسمع لهذه الكائنات صوتا ولا حتى هامسا …كما لم يتحركوا حين تم شن هجوم كاسح من طرف المحافظين على فيلم لمخرج مغربي اتهم بالخلاعة …..صمت وصمت ثم صمت قارب الموت وبدا بدون مبرر حين خرج المغاربة ينتصرون للحرية الفردية ويرفضون أية وصاية على لباسهم واختياراتهم وقد تضامن كل أنصار الحرية والخلق والإبداع وصناع الجمال مع فتاتي انزكان في قضية ما يعرف “بالصاية ” إلا أهل الفن ضلت الغالبية منهم صامتة تتفرج بذهول وكأن الانتصار لقيم الحداثة لا تعنيهم بالمرة …الاعتداء على الشاب المثلي بفاس أدخل أهل الفن في هذا البلد في سبات الجبن ..فالغالبية من أهل الفن في المغرب بدا أنهم جبناء ، بؤساء ، يعيشون حالة انفصام دائم ، يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لايقولون
بقلم:أحمدالهلالي