النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
تعيش مخيمات تندوف على وقع توتر متصاعد، بعد أن شهدت احتجاجات واسعة من طرف عدد من القاطنين بها، والذين خرجوا للمطالبة بحقهم في العودة إلى أرض الوطن، المغرب. غير أن هذه المطالب السلمية قوبلت برد عنيف من طرف الميليشيات المسلحة التي تحكم قبضتها على المخيمات، حيث تم تطويق المتظاهرين ومحاصرتهم باستخدام الأسلحة والرشاشات، في مشهد يعكس حجم المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء السكان منذ عقود.
الفيديو المتداول، والذي يوثق لحظات محاصرة المتظاهرين، يقدم دليلاً واضحاً على أن سكان مخيمات تندوف لا يعيشون وضعية لاجئين عاديين، بل هم محتجزون قسراً، وممنوعون من حرية التعبير والتنقل، في خرق سافر لكل المواثيق الدولية التي تضمن حقوق الإنسان واللاجئين.
المحتجون رفعوا شعارات تطالب بإنهاء معاناتهم وبفتح الطريق أمام عودتهم إلى المغرب، معبرين عن رفضهم للاستغلال السياسي الذي تمارسه جبهة البوليساريو على حساب كرامتهم وحقهم في تقرير مصيرهم الحقيقي، بعيداً عن أجندات مفروضة بالسلاح والضغط النفسي.
ويطرح هذا الفيديو المقلق تساؤلات كبرى حول مسؤولية المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، إزاء ما يحدث داخل هذه المخيمات المغلقة، والتي تحولت إلى سجن كبير تحت سلطة الميليشيات، بعيداً عن أي رقابة دولية حقيقية.
إن ما يجري في تندوف ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو احتجاز جماعي لشعب بأكمله، تُقمع فيه الحريات وتُستعمل فيه الأسلحة لترهيب المدنيين، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لرفع الحصار، وإنهاء الوضع اللاإنساني الذي يعيشه الآلاف من الأبرياء هناك.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
