قرار خفض عدد الطلبة الاجانب الجدد يتسبب في عجز ميزانيات الجامعات بكندا

اعداد محمد صلاح الدين البقاري  كندا 

بعد سنوات من الاعتماد على الطلاب الدوليين الذين يدفعون رسوما دراسية تصل إلى خمسة أضعاف ما يدفعه الطلاب الكنديون، تجد بعض الجامعات الكندية الكبرى نفسها مضطرة إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الميزانية.

وبحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الكندية مؤخرا ، أدى الحد الأقصى المفروض منذ عام على عدد الطلاب الدوليين الذين يمكنهم القدوم إلى كندا من اجل متابعة الدراسة العليا إلى إجبار الجامعات على تسريح العمال، وتجميد التوظيف الجديد، وتقليص البرامج والخدمات.

كما أن مجلس جامعات أونتاريو، الكندية الذي يضم 20 مؤسسة تعليمية كبرى مثل جامعة تورنتو، أعلن عن خسائر تصل قيمتها إلى 330 مليون دولار خلال السنة المالية الحالية، ومن المتوقع ارتفاع الرقم إلى 600 مليون دولار العام المقبل.

وفي هذا الصدد عززت مقاطعات أونتاريو وبريتش كولومبيا التمويل للمؤسسات التعليمة بعد خفض تصاريح الدراسة الدولية بنسبة 35%، لكن تقرير صادر في عام 2023 أظهر أن الرسوم الدراسية المدفوعة من قبل الطلاب القادمين من الهند وحدهم تجاوزت قيمة الدعم المالي المقدم من حكومة أونتاريو.

ولا تقتصر الأزمة على الجامعات فقط، بل طالت أيضا الكليات، فعلى سبيل المثال، أعلنت كلية Sheridan عن تعليق 40 برنامجا تعليميا، في حين سرحت كلية Mohawk ما يصل إلى 20% من طاقمها الإداري، بينما أغلقت كلية Seneca Polytechnic حرمها الجامعي بشكل مؤقت.

كما ادى قرار خفض عدد الطلبة الاجانب الجدد الراغبين في متابعة دراستهم العليا بجامعة كيبيك ببلدية شيكوتيمي ب(مقاطعة كيبيك الكندية الناطقة بالفرنسية) الى عجز قدر بحوالي خمسة ملايين دولار في السنة المالية الحالية والذي من المتوقع ان يبلغ 12 مليون دولار في 2025-2026 إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.

وافادت مصادر إعلامية التي اوردت الخبر ان جامعة كيبيك في شيكوتيمي (UQAC) اعلنت تجميد توظيف الاطر الإدارية والتقنية والاساتذة و المستخدمين ، وخفض الإنفاق بنسبة 10٪ في الميزانيات القابلة للضغط وذلك منذ الأول من شهر ابريل الجاري .

وفي هذا السياق اوضح رئيس الجامعة غيسلين سامسون ان انخفاض طلبات قبول الطلبة الاجانب الجدد وأساليب التمويل الحكومية الجديدة هي المسؤولة عن هذا الوضع، مشيرا إلى أن

هذا العجز البالغ خمسة ملايين دولار هو أقل من العجز البالغ 6,4 مليون دولار المسجل في الفترة 2023-2024.

ووفقا للبيانات التي جمعها معهد الإحصاء في كيبيك مع وزارة التعليم، يستقبل التعليم الجامعي في مقاطعة كيبيك أكثر من 56,000 طالب دولي، أي ما يعادل 18.4% من إجمالي عدد الطلاب الذي يبلغ 306,000 طالب. 51.1% من هؤلاء الطلاب الدوليين هم في برامج الماجستير والدكتوراه.

وتشير نفس البيانات الى ان عدد الطلبة الاجانب الذين يتابعون دراستهم العليا بالمعهد الأبحاث الوطني العلمي (INRS) التابع لجامعة كيبيك يشكل 67% من مجموع الطلاب في برامج الماجستير والدكتوراه ، مضيفة ان المعهد عرف انخفاضا في طلبات التقديم للعام 2024 بنسبة 32% مقارنة بالعام 2023، على الرغم من أن الطلبات كانت قد شهدت نموا بنسبة 107% بين عامي 2019 و2023.

ويضيف ان الرسوم الدراسية المرتفعة للطلاب الدوليين تلعب دورا كبيرا في تمويل الجامعات. على سبيل المثال، في المعهد الأبحاث الوطني العلميINRS، يدفع الطلاب الدوليون ما بين 9,636 دولارا و12,048 دولارا لكل فصل دراسي، مقارنةبـ 1,644 دولارا فقط للطلاب المحليين. وهذا الفارق في الرسوم يعكس أهمية الطلاب الدوليين في الميزانية الجامعية.

ووفقا لتقرير عن التأثير الاقتصادي للطلاب الدوليين ، ساهم هؤلاء الطلاب وعائلاتهم الزائرة بمبلغ 37.3 مليار دولار أمريكي في إجمالي النفقات السنوية في عام 2022، مما أدى إلى زيادة قدرها 30.9 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لكندا، وهو ما يمثل 1.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

للإشارة تقع دولة كندا الفدرالية في الجزء الشمالي من أمريكا الشمالية، تتألف من 10 مقاطعات و 3 أقاليم. وتعتبر ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة والتي تبلغ 9,984,670 كلم2 ، فيما يبلغ عدد سكانها 41،5 مليون نسمة في عام 2024.

تخضع الدولة الكندية الفدرالية للتاج البريطاني , ولنظام برلماني فيدرالي. فالحاكم العام المفوض هو ممثل الملكة البريطانية، والشخص المنتخب من الشعب في مجلس العموم يكون رئيسا للوزراء وهو القائد الفعلي للبلاد .