إعداد محمد صلاح الدين البقاري
طالب عدد من المواطنين من السكان مدينة الرباط عاصمة المملكة بإقامة وحدات طبية متنقلة مؤقته “خيام” داخل أسوار مستشفى مولاي يوسف بالرباط لرفع الضغط على قسم المستعجلات الذي اصبحت طاقته الاستيعابية غير كافية لاستقبال الوافدين عليه من أجل العلاج بعد توقف خدمات مستشفى ابن سينا “سبيطار السويسي” القديم الذي يوجد في طور الانجاز، مع توفير المستلزمات الطبية الضرورية .
وحسب مصادر إعلامية تم بتاريخ 8 نوفمبر 2024 في إطار تنفيذ مشروع بناء المركز الاستشفائي الجامعي الجديد “ابن سينا” بمدينة الرباط، نقل كافة الخدمات الصحية والأنشطة الطبية من المستشفى القديم إلى مجموعة من المنشآت الاستشفائية الأخرى، بهدف ضمان استمرارية الرعاية الصحية وتوفير خدمات طبية متكاملة للمواطنين خلال فترة الإنشاء.
وتفيد المصادر ذاتها أن المركز الاستشفائي مولاي يوسف، يضطلع بتقديم خدمات المستعجلات الطبية والجراحية، إلى جانب خدمات الإنعاش الطبي والجراحي، كما وزعت فيه أقسام أمراض القلب، وجراحة القلب والشرايين، والأمراض الصدرية، وأمراض الكلى، والغدد، والسكري، والمسالك البولية، بالإضافة إلى الجراحة الباطنية، والعظام والمفاصل، وخدمات الفحص بالأشعة.
في المقابل، تولى المركز الاستشفائي الإقليمي” لالة عائشة” في مدينة تمارة تقديم خدمات الجراحة الباطنية، وجراحة الأمراض الصدرية، وجراحة الأوعية الدموية، إلى جانب خدمات الاستكشاف الوظيفي للجهاز الهضمي والفحص بالأشعة وخدمات الإنعاش والمستعجلات، أما المركز الاستشفائي الإقليمي الأمير مولاي عبد الله في مدينة سلا، يستقبل حالات الإنعاش والجراحة الباطنية، والعظام والمفاصل، والجراحة التجميلية.
وفي هذا الصدد أكد خالد البالغ من العمر 60 سنة في تصريحات استقتها جريدة “النهار نيوز” الالكترونية ” أن عدد من المواطنين أصبحوا مضطرين الى التوجه الى المركز الاستشفائي مولاي يوسف رغم الصعوبات التي يواجهونها بسبب الاكتظاظ لان قسم المستعجلات والعناية المركزة يتوفر فقط على (وحدة المستعجلات بسعة 8 أسرة( وغرفة لاستقبال المستعجلات الحيوية ( أربعة أسرة للبالغين ( و)سرير خاص بالأطفال( ” .
وأكدت خديجة في عقدها الخامس ” أن الطاقة الاستيعابية لقسم المستعجلات غير قادرة على استقبال المرضى والمصابين بجروح أو حروق، فضلا عن ضحايا حوادث السير، والاعتداء الجسدي، لان اجنحة البناية ضيقة للغاية ، فضلا عن تسجيل خصاص ونقص في المستلزمات الطبية، التي يحتاجها المرضى قصد العلاجات الضرورية، منها على الخصوص أقنعة الأكسجين والكراسي المتحركةٍ”
من جهتها قالت حياة في عقدها الرابع التي كانت ترافق أمها المصابة بوعكة صحية ” بعد أن كشف الطبيب على امي طلب مني التوجه الى مصلحة أخرى من اجل الاكسجين الا أنني فوجئت بعد انتظار طويل بضرورة شراء قناع الاكسجين بمحل يبيع المعدات والمستلزمات الطبية، خارج المستشفى ولسوء الحظ كان يوم السبت حيث وجدت ابوابه مغلقه، مما دفعني إلى البحث عن صيدلية الحراسة التي تقع بحي المحيط لكن للأسف لم اجد القناع لان الصيدليات لا تبيع اقنعة الاكسجين. مضيفة ” أن شرطية كانت تتلقى هي الأخرى العلاج بالأكسجين تطوعت ومنحتني قناع الاكسجين من أجل أمي إلا أنني فضلت البحث عن وجهة أخرى لانقاد أمي التي تعاني من ضيق في التنفس”.
أما السيدة فاطمة في عقدها 30 صرحت للجريدة ” أن العدد الهائل من المرضى الذي يتوافد على المختبر بالمستشفى من أجل إجراء التحاليل والحصول على النتائج يتطلب الانتظار الطويل والممل الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى يوم بكامله”.
وسجل محمد يبلغ من العمر 50 سنة بدوره ” تدني وتراجع خدمات المستشفى الصحية التي كانت في المستوى قبل توقف الخدمات بمستشفى بن سينا” ، حيث قال “وصلت يوم الأحد 16 فبراير الجاري إلى قسم المستعجلات على الساعة 7 صباحا رفقة صهرتي التي تعاني من داء السكري الذي كان مرتفعا جدا ، وبعد الانتظار الطويل كشف عنها الطبيب وطلب منها إجراء بعض التحاليل الطبية لمعرقة مستوى السكر في الدم” ، مضيفا أنه ” من أجل الكشف الطبي وإجراء التحاليل والحصول على النتائج قضينا أكثر من 12 ساعة بسبب الاكتظاظ ، والصدمة أنه بعد هذا العناء طلب منا الحضور في اليوم الموالي ، الاثنين 17 فبراير الجاري بسبب غياب الطبيب المختص بداء السكري” .
من جهة أخرى أجمع عدد من المواطنين في تصريحات مماثلة ” أن ظاهرة المصحات الخاصة انتشرت بشكل سريع كالنار في الهشيم في جميع انحاء البلاد مثل مصحات “اكدتال،” نظرا للأرباح الطائلة التي تحققها هذه المؤسسات، التي يتوجه اليها المواطنون بشكل اضطراري بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه بعض المستشفيات بجهة الرباط سلا القنيطرة ، وبالرغم من وضعيتهم المادية المزرية.
واكدوا ” انه من حق المواطن المغربي الاستفادة من الخادمات التي توفرها الدولة، كالأمن والتعليم والصحة والنظافة وغيرها مقابل الضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تستخلصها منه المديرية العامة للضرائب”.
للإشارة افتتح المركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط ابوابه حسب مصادر إعلامية بتاريخ 28 فبراير 2022 من أجل تقريب الخدمات العلاجية والاستشفائية من المواطنات والمواطنين، وذلك بعد أن تمت أشغال بنائه وتجهيزه بالمعدات الطبية واللوجستيكية.
ويتوفر المركز الاستشفائي مولاي يوسف على عدة وحدات وأقسام ومصالح طبية وقاعات استشفائية مجهزة بأحدث الآليات والتجهيزات البيوطبية واللوجستيكية.
من هذه الوحدات توجد الوحدة الاستشفائية وتضم القسم الطبي بسعة 60 سريرا، قسم الأم والطفل ، ووحدة طب الأطفال بسعة 30 سريرا، ووحدة للولادة : ( التوليد 60 سريرا ، أمراض النساء 15 سريرا، طب المواليد والخدج 8 أسرة)، ثم وحدة للجراحة العامة 60 سريرا إلى جانب 15 سريرا للجراحة النهارية، وقسم للجراحة العادمة، وقسم لجراحة العظام والمفاصل وجراحة المخ والأعصاب، وقسم طب وجراحة العيون والأنف والحنجرة والوجه والفكين ، وقسم لجراحة القلب والشرايين، وتسع قاعات للجراحة وواحدة للقسطرة (Cathétérisme)، وغرفة المراقبة ما بعد العمليات الجراحية بسعة 15 سريرا، إلى جانب قسم الإنعاش بسعة 12 سريرا.
أما القسم الطبي والتقني فيتكون من: وحدة الأشعة متكونة من 7 قاعات، وبها يوجد جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي IRM، وجهاز التصوير بأشعة التقطيع الطبي . SCANNER إلى جانب ذلك يتوفر هذا المركز الاستشفائي على مختبر لإجراء تحاليل الكيمياء الحيوية، وتحاليل أمراض الدم، وعلم المناعة، وعلم الجراثيم، وعلم التشريح المرضي.
كما يتوفر هذا المركز الاستشفائي على وحدة العيادات الخارجية، والوحدة النهارية، وتضم مركزا لأخذ العينات والترويض الطبي، فضلا قسم المستعجلات والعناية المركزة ، كما يتوفر على مصلحة صيدلية لمستشفى، ووحدات الإدارة والتسيير، ووحدات الدعم ومرافق أخرى.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.