النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
شهد أحد الحمامات الشعبية بمنطقة السعادة بتامنصورت حادثة خطيرة إثر شجار بين شخصين تطور إلى محاولة اعتداء خطيرة باستخدام سكين وحجر، في مشهد أثار استياءً واسعًا لدى مرتادي الحمام وسكان المنطقة.
بدأ الخلاف بين الطرفين بسبب جدال حول “قبعة”، حيث أبدى الشخص المعتدي استياءه من إجابة الطرف الآخر حول مكان القبعة، ما دفعه للدخول في مشادات كلامية انتهت بتصعيد خطير. المعتدي لم يكتفِ بالخلاف داخل الحمام، بل خرج إلى الشارع ليحضر سكينًا وحجرًا، وعاد إلى المكان بنية الاعتداء.
ما يثير التساؤل العميق هو كيف يعقل أن يتمكن شخص من إدخال سلاح أبيض إلى حمام شعبي، وهو فضاء عمومي من المفترض أن يضمن الأمان والسكينة لمرتاديه؟ ولماذا لم يتدخل عمال هذا المرفق العمومي لاحتواء الوضع ومنع تصعيد النزاع؟ غياب أي تدخل من عمال الحمام لوقف المعتدي أو السيطرة على الموقف قبل تطوره يطرح علامات استفهام كبيرة حول المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حماية المرتفقين وضمان سلامتهم.
الحادثة كادت أن تتحول إلى مأساة، حيث أصابت إحدى الحجارة التي ألقية جانب الاطفلًا كان متواجدًا داخل الحمام، ولولا لطف الأقدار لوقعت كارثة حقيقية.
عناصر الدرك الملكي بتامنصورت تدخلت فور تلقي البلاغ، حيث جرى توقيف الأطراف المعنية وبعض العمال بالحمام وإحالتهم إلى المركز الترابي لفتح تحقيق في الواقعة ومعرفة ملابساتها. كما تم التنبيه على المتضرر بإحضار شهادة طبية لتوثيق إصابته واستكمال الإجراءات القانونية.
هذه الواقعة المؤسفة أثارت تساؤلات جوهرية حول مستوى الأمان داخل الحمامات الشعبية، التي أصبحت في بعض الأحيان مسرحًا للنزاعات العنيفة بدلاً من أن تكون فضاءً للراحة والاسترخاء. كيف يعقل أن يتحول مكان مخصص للاستحمام إلى ساحة للمعارك الكلامية والجسدية؟ وأين هي المسؤولية من الجهات المشرفة على هذا النوع من المرافق العامة لضمان حماية مرتاديها؟
التحقيقات مستمرة من طرف السلطات لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين، وسط دعوات من سكان المنطقة لتعزيز التدخلات الأمنية وردع مثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة وأمن المواطنين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
