غضبة عامل سطات تكشف تقاعس المسؤولين: هل هي بداية لفرض المحاسبة الحازمة؟”

زكية شفيق 

أثارت الغضبة التي وجهها عامل إقليم سطات السيد ابراهيم أبو زيد ،تجاه المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في سياق أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي لشهر يناير 2025، ردود فعل متنوعة. وذلك خلال النقاش حول مصير اتفاقيات الشراكة الخاصة بإحداث المراكز السوسيو رياضية والملاعب للقرب في بعض جماعات الإقليم. البعض رأى في هذه الغضبة محاولة لتقليص دور المؤسسة الحكومية، مبدين تضامنهم مع المدير الإقليمي، بينما اعتبر آخرون أن هذه الغضبة تعكس حرص عامل الإقليم على تقييم الأداء الميداني للمسؤولين الحكوميين، والمتابعة الدقيقة لتنفيذ مشاريع القطاعات الحكومية على أرض الواقع.

وفقاً لمصادر النهار نيوز المغربية ، فإن الغضب الصادر عن عامل الإقليم لم يكن عفوياً، بل ناتج عن تقاعس المدير الإقليمي في تنفيذ المشاريع التنموية المتعلقة بإحداث 29 مركز سوسيو رياضي في الإقليم، بغلاف مالي يناهز 23 مليون درهم. رغم أن الصفقة تم منحها للمقاول المعني منذ فترة، إلا أن المشاريع لم تُنجز حتى الآن، رغم توفر الملف المالي لهذه الأخيرة ، هذا الوضع أثار حفيظة عامل الإقليم، الذي اعتبره تقصيراً غير مبرر في استغلال الميزانية، ما يعد هدرًا للزمن التنموي، خصوصاً أن الاعتمادات المالية متوفرة ولا يوجد ما يبرر التباطؤ في تنفيذ المشاريع.

وقد عبّر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعية عن دعمهم للغضبة العاملية، مطالبين بتعميمها على كافة المسؤولين المتقاعسين. في المقابل، أعرب البعض، خصوصاً من المنتمين لقطاع التعليم، عن تضامنهم مع المدير الإقليمي. ويذكر أن غضبة عامل الإقليم تستند إلى توجيهات ملكية سابقة، حيث انتقد الملك محمد السادس في خطابه مسؤولين “متحجّرين” عن أداء واجباتهم، مؤكداً ضرورة محاسبة كل من يتقاعس عن تنفيذ مهامه، بما في ذلك المشاريع المتأخرة، داعياً إلى أن تكون المحاسبة حازمة.