خليل بولحسن: الأسواق النموذجية ركيزة لتنظيم العشوائيات وتعزيز التنمية المحلية بمراكش

النهار نيوز المغربية: عبد الرزاق توجاني

أكد المستشار الجماعي خليل بولحسن، خلال الدورة العادية لشهر يناير لمجلس مقاطعة جليز، أن الأسواق النموذجية تمثل خطوة محورية نحو تحسين المشهد الحضري وتنظيم التجارة غير المهيكلة. وأشار إلى أن هذه الأسواق، التي أُنشئت ضمن إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تجسد التزامًا قويًا بتعزيز التنمية المحلية وتحسين أوضاع الباعة الجائلين، بما يساهم في القضاء على الأسواق العشوائية.

ورغم الإنجازات التي تحققت في بناء هذه الأسواق، إلا أن تشغيلها يواجه عقبات عديدة، أبرزها امتناع بعض التجار عن الالتحاق بها. ويعود هذا الامتناع، وفقًا للتجار، إلى استمرار نشاط الأسواق العشوائية والباعة الجائلين الذين يوفرون منافسة غير عادلة، مما يعرقل تحقيق الأهداف التنموية المرجوة.

وشدد بولحسن على ضرورة اتخاذ قرارات جريئة وحازمة لمعالجة هذا الوضع، بما يشمل تفعيل قوانين صارمة للحد من انتشار الأسواق العشوائية، وضمان احترام التزامات كافة الأطراف، سواء التجار المستفيدين أو السلطات المحلية. وأكد أن إنجاح هذا المشروع الملكي الطموح يتطلب تضافر الجهود والالتزام الجماعي.

ودعا إلى تعزيز التعاون مع مختلف الفاعلين، بما في ذلك المجتمع المدني، لتشجيع التجار على الاستفادة من هذه الأسواق النموذجية وضمان تنظيمها بشفافية وإنصاف. كما أشار إلى أهمية توفير بيئة مشجعة تضمن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.

وأضاف بولحسن أن نجاح الأسواق النموذجية لا يتعلق فقط بتنظيم التجارة المحلية، بل هو جزء من تحسين صورة المدينة
على الصعيد الوطني والدولي، خاصة مع اقتراب استضافتها لتظاهرات قارية ودولية هامة. وأوضح أن هذه الأسواق تمثل واجهة حضارية تعكس مدى التزام المدينة بالتنمية المستدامة والتنظيم الحضري، وهو ما سيترك انطباعًا إيجابيًا لدى الزوار والمشاركين في هذه الفعاليات.

وأشار بولحسن إلى أن إنجاح هذا المشروع يعد أولوية استراتيجية، ليس فقط لتنظيم النشاط التجاري، بل أيضًا لتعزيز مكانة المدينة كوجهة تنموية نموذجية. وأكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب التنسيق المستمر والالتزام بين جميع الأطراف، إلى جانب إرادة سياسية قوية لمواجهة التحديات الحالية.

في النهاية، أكد بولحسن أن الأسواق النموذجية ليست مجرد مشروع عابر، بل هي رافعة تنموية حقيقية تهدف إلى تحسين ظروف العيش والعمل، وتقديم صورة حضارية تعكس مدى تطور المدينة ووعيها بأهمية التنمية المستدامة.