النهار نيوز المغربية: عبد الرزاق توجاني
تعيش إحدى الجماعات الترابية القريبة من مدينة مراكش وضعية مأساوية تعكس الفشل الذريع في تدبير شؤونها المحلية، حيث أصبحت مثالاً للإهمال والتسيب الإداري الذي يدفع السكان ثمنه يومياً. مظاهر التدهور واضحة في انتشار الأزبال، غياب البنية التحتية، واستمرار معاناة الشباب مع البطالة وانعدام الأفق، مما يجعل التنمية حلماً بعيد المنال.
المنتخبون الذين يُفترض أنهم مسؤولون عن تحسين أوضاع المنطقة يفتقرون إلى أدنى مستويات الكفاءة والخبرة. لقد حولوا الجماعة إلى مورد للاستغلال الشخصي، كأنها “بقرة تُدر الأموال” يتم تقاسمها بشكل فوضوي؛ إذ يظهرون كفرق متواطئة تلعب أدواراً مختلفة: معارضة تمسك بالرجلين الأماميتين، أغلبية تمسك بالرجلين الخلفيتين، بينما يتمتع الرئيس براحة تامة في عملية “الحلب”، دون أي رقابة أو مساءلة.
نصف الولاية الانتدابية قد مرّ دون أي أثر ملموس على أرض الواقع، في وقت تتراكم فيه الأزمات يوماً بعد يوم. وبدل تحقيق برامج تنموية حقيقية، انشغل المسؤولون في استغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الساكنة.
ما يزيد الوضع سوءاً هو الغياب التام لأي خطة واضحة لإخراج المنطقة من دائرة الفقر والتهميش. المسؤولية لا تقتصر على الرئيس الحالي، بل تشمل أيضاً المنتخبين والجهات الرقابية التي لم تتحرك لوقف نزيف المال العام وإهدار الفرص التنموية.
إن إنقاذ الجماعة الترابية من هذا الوضع المزري يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات الوصية، مع ضرورة محاسبة المسؤولين وتفعيل آليات الرقابة الصارمة. السكان بدورهم مدعوون إلى رفع أصواتهم والمطالبة بقيادة محلية نزيهة تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار.
كفى من التعامل مع الجماعات الترابية كـ”بقرة تُدر الأموال”، وكفى من استنزاف المال العام على حساب حقوق الساكنة. آن الأوان لتغيير جذري يعيد للجماعة كرامتها ويحقق تنمية حقيقية لسكانها.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.