بوفدام ابراهيم
رغم تعاقب مجموعة من المنتخبين على مركز قلعة مكونة وفي مدد قصيرة من تحمل المسؤولية لرعاية شؤون المواطنين، بمختلف شرائحهم، بغرض إخراجها من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، فإن الأمور بقيت على حالها , كما يذهب إلى ذلك العديد من المتتبعين للشأن المحلي ، بحيث لم تُتّخَذ إلا بعض الإجراءات التي لم تقنع ساكنتها ، الذين ملّوا من الوعود الكاذبة.
مركز قلعة مكونة ، لم تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية ،فغياب مصانع ومعامل في المستوى ، كان سببا في تفشّي البطالة داخل صفوف شبابها، الذين أصبحوا يلجؤون إلى أشكال أخرى من الاحتجاج عبر صفحاتهم لإيصال أصواتهم إلى الجهات المسؤولة، للتدخل لفك العزلة و«الحكرة» الاقتصادية عن المركز ولمحاكمة ناهبي المال العام، حيث لم تخرج الوقفات الاحتجاجية عن نظيرتها في باقي الأقاليم المغربية، للمطالبة بالعيش الكريم لساكنتها، التي ملّت من التهميش والنسيان، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحقة والحق في الشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة والعيش الكريم ومحاكمة ناهبي المال العام والثروات ، من أجل غد أفضل والكف عن سياسة الإقصاء الممنهج ضد أبناء قلعة مكونة والقطع مع سياسة الترهيب والقمع.
فاعل جمعوي من مركز قلعة مكونة فضل عدم ذكر إسمه، أكد أن “ساكنة هذه المدينة تعيش بين أوجاع الحرمان والألم والعوز، ويبدو أن دوامة الحياة تسحبها إلى مكان مجهول بعيدا عن حسابات مراكز القرار وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، لتقف عاجزة كل العجز أمام صخرة الفقر التي لا تنكسر”.
بمجرد أن تطأ قدماك قلعة مكونة ، تستطيع قراءة أول فصول المعاناة وحالة اليأس والإحباط التي تعيشها الساكنة بسبب الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي مست جميع جوانب الحياة اليومية؛ حياة البؤس والشقاء التي يكابد معاناتها المواطنون سواء الساكنة أو الزوار.
سكان قلعة مكونة وزوارها يؤكدون أن المدينة لم تصل بعد إلى مستوى تسميتها مدينة، لكونها ما تزال تحافظ على وجه قرية نائية طالها النسيان والتهميش، مشددين على أن قلعة مكونة تحتاج إلى عقود من الزمن ومسؤولين منتخبين وإداريين قادرين على انتشالها من قوقعة التهميش الحالي.
وتطالب فعاليات مدنية وجمعوية وحقوقية من مركز قلعة مكونة بزيارة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى هذا المركز التي وصفتها بـ”المهمشة اجتماعيا واقتصاديا، والمغضوب عليها ”، مؤكدة أن “زيارة ملكية وحدها قادرة على تحريك المياه الراكدة” وأن هناك تنسيق جمعوي وحقوقي على مستوى قلعة مكونة، لتوجيه عريضة استغاثة إلى جلالة الملك لزيارة المدينة من أجل الوقوف على حجم معاناة الساكنة مع غياب أدنى شروط العيش الكريم”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.