أمر قاضي التحقيق بمحكمة الجزائر العاصمة، بإيداع مدير قناة “كا بي سي” الحبس المؤقت؛ بتهمتي الإدلاء بإقرارات كاذبة والمشاركة في سوء استغلال الوظيفة، في تصعيد مفاجئ من السلطات الجزائرية عقب بث القناة لبرنامجين سياسيين ساخرين تناولا بالنقد كبار المسؤولين في الدولة.
وكان مهدي بن عيسى، مدير قناة “كابي سي”، محتجزًا تحت النظر منذ يومين، وأحيل اليوم على وكيل الجمهورية ثم قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه الحبس المؤقت في انتظار محاكمته.
وشوهد مدير القناة يخرج من محكمة سيدي امحمد بالعاصمة مقيد اليدين باتجاه سجن الحراش الشهير في العاصمة الجزائرية.

كما أمر القاضي أيضًا، بإيداع مدير إنتاج برنامج “ناس السطح”، رياض حرتوف، الحبس المؤقت هو الآخر، بنفس تهم مدير القناة، كما اقتيدت مديرة بوزارة الثقافة الجزائرية إلى السجن بعد منحها التراخيص لإنتاج البرنامجين الذين أوقفت السلطات الجزائرية تصويرهما.
وشكل قرار إيداع مهدي بن عيسى الحبس صدمة بقناة “كا بي سي” التابعة لمجمع “الخبر”؛ حيث لم يكن أحد ينتظر هذا القرار “العنيف” من السلطات الجزائرية. وقال محمد إيوانوغان، رئيس التحرير بالقناة، إن الصحفيين والعمال قرروا مواصلة العمل رغم الأثر الواضح الذي خلفه حبس المدير عليهم.
واعتبر إيوانوغان -في حديثه لبوابة “العين” الإخبارية- أن “القرار ينطوي على خلفيات سياسية، وهو دليل واضح على تراجع جو الحريات في الجزائر وغياب القانون وتوظيف العدالة من السلطات العمومية”.
وتتحجج السلطات الجزائرية، لقناة “كا بي سي” بعدم امتلاك التراخيص اللازمة للتصوير، وتغيير طبيعتهما من برنامجين ثقافيين إلى سياسيين دون الحصول على الموافقة. لكن السياق الذي أعلن فيه إيقاف البرنامجين، يوحي بحسب مراقبين، إلى عدم رضا السلطات الجزائرية على سقف الحرية العالي للقناة، خاصة بعد شرائها من رجل الأعمال يسعد ربراب المعروف بعلاقاته المتوترة مع الحكومة.
وكانت قوات الدرك الوطني الجزائرية قد داهمت، قبل يومين، استديو برنامج “ناس سطح” الذي يبث في قناة “كاي بي سي” بالمعالمة بالعاصمة، وأمرت بتوقيف التصوير، وهو البرنامج الثاني الذي يتم إيقافه في ظرف أسبوع بعد برنامج “كي حنا كي الناس” الساخر هو الآخر على قناة “كا بي سي”، الذي تم تشميع استديوهات تصويره.
واستتبعت عملية المداهمات باستدعاء رئيس مجلس إدارة “الخبر”، زهر الدين سماتي، الذي اسمع لأقواله هو أطلق سراحه وحول إلى شاهد في القضية، في حين وضع مدير القناة ومدير إنتاج البرنامج رهن الحجز تحت النظر، وهو ما أدانته منظمة مراسلون بلا حدود ودعت السلطات الجزائرية لمراجعة موقفها.
ويكتسب برنامج “ناس السطح” الذي يبث في شهر رمضان شعبية كبيرة في الجزائر، ويبث في أوقات ذروة المشاهدة مباشرة بعد الإفطار. ويتناول البرنامج بقالب ساخر الوضع السياسي في الجزائر، وتقوم فكرته على عرض نشرة أخبار خاصة يتم فيها استضافة ممثلين يؤدون أدوار شخصيات سياسية بارزة.
وكسر هذا البرنامج عدة تابوهات سياسية بجرأته العالية في التناول، فحلقاته لم تستثنِ أحدًا من المسؤولين، بما في ذلك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يتم تقليد صوته بمهارة وكذلك شقيقه وأقرب مستشاريه السعيد بوتفليقة الذي تتهمه أوساط سياسية بأنه هو المسير الحقيقي للجزائر في ظل مرض شقيقه، بالإضافة إلى تقليد بعض قادة المؤسسة العسكرية.
المصدر :جريدة “العين.نت”
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.