منذ عزله من الحكم في 3يوليو 2013، واحتجازه في مكان غير معلوم، قبل أن يظهر أوائل عام 2014، لمحاكمته، معلنًا خلال إحدى جلسات المحاكمة، أنه كان محتجزًا في مكان عسكري”، فرض سياج من السرية حول ظروف احتجاز الرئيس الأسبق محمد مرسي، خاصة بعد أن تم منع أسرته من زيارته طوال تلك المدة باستثناء زيارة وحيدة له في 7نوفمبر 2013 وحتى الآن”. وفي5 يونيو 2016، قالت أسرة مرسي إنها ممنوعة من زيارته منذ نوفمبر 2013، وأشارت إلى أنها “لا تعلم شيئًا عن طعامه، أو مكان حبسه، أو ظروف اعتقاله، أو حالته الصحية، لا يسمح بإدخال ملابس له أو أي متعلقات شخصية”.
زنزانة مرسي
تختلف ظروف احتجاز مرسي عن بقية السجناء بسجن برج العرب، إذ أنه محتجز في غرفتين متصل بهما حمام، تتمتعان بتهوية جيدة لكنهما معزولتان تمامًا، حيث لايحيط بهما شيء سوى سور دائري علي مسافة ليست قريبة. وبحسب المصادر، فإنه يسمح لمرسي بفترة تجول خارج الحجرتين تمتد لساعتين يتجول خلالهما وحده، وأحيانا بصحبة أحد الضباط يتبادلان حديثا قصيرًا أو يسيران في صمت، كما هي عادة مرسي لاسيما في العام الأخير. ماذا يأكل؟ وفق المصادر، فإن مرسي يتناول 3وجبات في اليوم بطريقة عادية وطبيعية، تشمل وجبة الغداء على نوع من اللحوم لا يتجاوز وزنه 150جرامًا يقدمها له الضباط بأنفسهم، في حين إن طعام المساجين من اختصاص المجندين، ولم يبد أي اعتراض على نوعية الطعام ولم تصدر منه شكوى بهذا الخصوص وإن كان في بعض الأحيان يترك طعامه كما هو، لكن دون تعليق أو تذمر. بخلاف المعاملة التي يتلقاها جميع قيادات الإخوان باختلاف مناصبهم وأسمائهم، يعامل مرسي بطريقة هي الأفضل، حيث توفر له إدارة السجن مصحفًا، يحمله معه في غالبية الوقت، وتسمح له بالصلاة دون إزعاج أو تضييق. وفي حال مقارنة نمط حياة مرسي بطريقة معاملة الأمن لقيادات الإخوان داخل السجون من تضييق وتعنت في كل ما يطلبونه حتى وصل الأمر إلى المنع من أداء العبادة كقراءة القرآن، تؤكد المصادر أن الرئيس الأسبق أصبح هادئًا وكأنه يفكر كثيرًا، وقليلاً ماينفعل. كما أنه بات قليل الكلام يسمع صوته وهو يتلو القرآن، وغير ذلك فلا يسمع منه إلا الصمت، حتى لو تطوع أحد الضباط لفتح حديث معه أحيانًا فإنه يتكلم معه دون إطالة ودون جدال أو تفاصيل “ردود قدر ما يلزمه السؤال”.. وكأن ظاهر حاله يوحي بحالة من الرضا أو الإيمان، لكنه في كل الأحوال هادئًا كما لو أنه راضيًا أو هكذا يبدو . يسأل عن الشعب؟
نادرًا ما يسال عن أي شيء، كأنه يتحكم في فضوله الإنساني بتمكن ملحوظ، وقليلاً ما يعلق على أي حدث سواء كان يخص “الإخوان” أو البلد، ولكنه خلال أحد الأحاديث مع واحد من ضباط السجن سأله مرسي: “كيف حال الناس؟، وكانت الإجابة “الناس عايشة في أمان”. والجدير بالملاحظة أنه لم يعد يسأل كثيرًا عن أي من قيادات الإخوان ولا عن حال الجماعة سواء داخل السجن أو خارجه. وذكر المصدر أنه ذات مرة قال أحد الضباط وهو رتبة كبيرة، قال لـ “مرسي”: “لقد انتهت جماعة الإخوان وقريبًا سينسى الناس اسم وكلمة “الإخوان وكان ذلك بعد ظهور انشقاقات كبيرة داخل الجماعة وتضارب في تصريحاتها، وانقسام قياداتها، وجاء رد مرسي مختصرًا، حيث قال: “لا يعلم الغيب إلا الله”. وأثناء إجراءات محاكمته، بتهمة التخابر مع قطر في أغسطس الماضي، ألمح مرسي، إلى تعرضه لمحاولة تسمم عن طريق الطعام داخل محبسه، قائلاً إنه “رفض تناول طعام لو أكلَه لحدثت جريمة”، في إشارة إلى محاولة تسميمه. وأضاف مرسي أن “خمسة إجراءات حدثت له داخل السجن، كانت تهدف لحصول جريمة بحقه”، دون الإفصاح عن تلك الإجراءات. ويحاكم مرسي في 5 قضايا، هي “وادي النطرون” (حصل على حكم أولي بالإعدام)، و”التخابر الكبرى” (حكم أولي بالسجن 25عامًا)، وأحداث الاتحادية (حكم أولي بالسجن 20 عامًا)، بجانب اتهامه في قضية “التخابر مع قطر” (حددت جلسة 18يونيو الجاري للنطق بالحكم)، فيما لا تزال قضية “إهانة القضاء” متداولة أمام المحكمة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.