بقلم الكاتب والشاعر والروائي محمد النعمة بيروك
عنوان هذا المقال هو السؤال الذي طرحتُه على نفسي مرارا وتكرارا عندما بدأتُ أشعر بالإقصاء من “المعرض الجهوي للكتاب والنشر بجهة العيون الساقية الحمراء”، فإذا كان معرضا يعبّر عن الجهة فأنا من ضمن الجهة، عنواني وإقامتي في العيون منذ فتحت عيني على هذه الدنيا، وإذا كان معرضا للكتاب فقد أصدرتُ ثلاثة كتب منذ حضوري في آخر نسخة قبل خمس سنوات، من هذه الكتب ما فاز بجوائز عربية، ومنها ما دخل في لوائح مسابقات عربية، وحتى قبل الكوفيد غبتُ كثيرا عن هذا المعرض، رغم إصداراتي السابقة، فيما كانت تحضر بعض الوجوه باستمرار لسبب لا أعلمه، لكنه سبب لا يرتبط بتأليفاتهم في الغالب.
طبعا نحن نتفهم الغياب عن نسخة أو اثنتين، فهذا أمر وارد وطبيعي، لكن الغياب باستمرار يطرح أكثر من سؤال، فهل يفوّض مديرو الثقافة المتعاقبون أمر اختيار الضيوف لأناس لا يريدوننا معهم في المعرض؟
الغريب أيضا أن إحدى نسخ فترة ما بعد الكوفيد كانت تحمل شعار “أدب الطفل” وتم إقصائي منها، رغم أني الوحيد الذي ألّف حينها كتابا في أدب الطفل!
يُذكر أنني لا أعاني من الإقصاء وحدي، فهناك كُتّاب آخرون على قلّتهم أصدروا كتبا في هذه الفترة دون أن يلتفت إليهم المعرض ولا القائمين عليه، ومن هؤلاء مثلا الروائي الشاب بوسحاب أهل علي، والأستاذة الروائية فتيحة بوجدور، والعديد من الشباب الذين بدؤوا مشروعهم الكتابي في هذه الفترة.
فإذا كان هذا الإقصاء عن عمد فيجب على مديري دور الثقافة التحرك لإنصاف أبناء الجهة الذين يكتبون وينشرون، وبعضهم يفوز بجوائز عربية دون أن يُلتفتَ إليهم، فالكتابة ليست سهلة، فهي تعب وبحث وليالٍ وأيام من السهر والبذل، أما إذا هذا الإقصاء عن جهل، فهو عذر أقبح من ذنب، لأنه يتوجب على المشرفين على الحقل الثقافي الاطلاع المستمر على الإصدارات الخاصة بهذه الجهة من خلال لوائح المكتبة الوطنية، ومن خلال الاطلاع على المشهد الأدبي عموما، خصوصا وأن الكتابة قليلة في منطقة معروفة أصلا بقلة الإصدار
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.