بقلم :محمد بوبيزة.
ختم المصطفى النوحي مساره المهني بعمالة ميدلت مساء يومه الجمعة 18 أكتوبر2024 بعد ست سنوات من العمل الدؤوب والميداني بحفل توزيع جوائز النسخة الرابعة للملتقى الوطني للتفاح الذي هندس نسخه باقتدار وأعد بكفاءة ودقة جميع نسخه الاربع حتى تلألأ وعلا ڜأنه ؛ وكان ختامه مسك وهو يتلقى شهادة تقدير واعترف وامتنان من المنظمين.
لقد نجح المصطفى النوحي في إدارة شؤون عمالة ميدلت
و أثبت جدارته وكفاءته في إدارة شؤون العمالة حتى في أصغر جزئياتها.
فعلى الرغم من التحديات المتعددة التي واجهها، إلا أن التزامه ؛وروحه القيادية وشخصيته الفولاذيةكانت حاضرة بقوة في جميع قراراته وإجراءاته.
تحت قيادة المصطفى النوحي شهد اقليم ميدلت تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الهامة الخاصة بالعالم القروي.
فتم فك العزلة عن ساكنة عانت من التهميش والعزلة بسبب النقص المهول المتوارث الحاصل في البنية التحتية ؛والطرق؛ والمنشآت الفنية والمؤسسات العمومية. ومن أبرز هذه المشاريع الكبرى توسيع وتقوية فج( تيزي نتلغمت) الذي كان حلما صعب التحقيق فتحول الى بوابة مفتوحة ؛ومسلك أمن لجهة درعة تافيلالت؛ وكذلك الطريق الجهوية رقم 706 الرابطة بين إملشيل والريش حيث تدك الجبال الصعبة الولوج حاليا لانشاء طريق تعيد الحياة لهذه المناطق ؛التي سكنت النوحي و سكنها بزياراته العديدة ووصل إلى دواويرها البعيدة والصعبة الولوج بهدف تأهيلها في مجالات الصحة ؛والتعليم والكهرباء والماء الشروب.
وقد برمج المصطفى النوحي توسيع منعرجات حجيرت الخطيرة ايضا؛ وتثنية الطريق الوطنية رقم 13 بالاقليم ككل لفك العزلة عن الإقليم غربا وشرقا وجنوبا.
و قد تشبت المصطفى النوحي بأمل إعطاء دفعة قوية للتنمية بكل ابعادها من خلال السهر على تنزيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ركزت على تحسين التعليم الأولي وتعزيز الرعاية الصحية، إضافة إلى مبادرات لدعم الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب. هذه المشاريع لم تكن مجرد خطوات صغيرة بل كانت قفزات نوعية أثرت إيجابياً على حياة السكان.
و تعامل المصطفى النوحي بحزم وصرامة مع البناء العشوائي واحتلال الملك العمومي.وشدد على احترام القوانين ذات الصلة بقانون التعمير ومحاربة كل أشكال الاستيلاء على الاراضي الجماعية والسلالية؛ وأوقف رغم المعارضة الشديدة مافيات عشعشت فسادا بالمنطقة ؛و كان لعابها يسيل على العقار الجماعي أينما وجد بكل جغرافية الاقليم .
ولم يقتصر دور المصطفى النوحي على تنفيذ المشاريع فقط، بل كان له دور فعال في التواصل مع جميع الفاعلين رؤساء المصالح اللاممركزة؛ وفعاليات المجتمع المدني؛ ومؤسسات منتخبة من خلال الاجتماعات اليومية التي كان يشرف عليها باقتدار لتنزيل مقررات دوريات الوزارات. .
وهذا التواصل المستمر عكس نهجاً شفافاً وإدارياً مرناً عزز الثقة بين السلطة ومختلف الشركاء والفاعلين؛ وهذه الاجتماعات طوعت العديد من المشاريع وحفزت الشركاء لبذل المزيد من الجهد خدمة للصالح العام .
و وقف المصطفى النوحي سدا منيعا أمام كل من أراد الاستئثار بالاهتمام؛ واستغلال النفوذ؛ وآمن بالتوافق والمشاركة المتوازنة الخلاقة؛ والتنافس لخلق فرص التنمية بالاقليم؛ ولم يتأخر في تطبيق القانون على كل من ثبت تورطه في اختلالات تستوجب المساءلة؛ فاقدم تبعا لذلك على توقيف رؤساء جماعات ومستشارين أحال ملفاتهم على القضاء.
وكان المصطفى النوحي ملحاحا يحث رؤساء المصالح اللاممركزة على البحث على التمويلات اللازمة لتنفيذ مشاريع والبحث عن شركاء؛ والأمر نفسه كان يطبقه مع رؤساء الجماعات الترابية الذين فرض عليهم إنجاز دراسات تقنية للمشاريع والسعي للبحث عن الشراكات والتمويلات.
وتغلب النوحي على صعوبة المهام الإدارية الموكلة إليه بالعمل الدؤوب المتواصل بتحفيز فريق متمرس( كاتب عام كفء ونزيه ؛ رئيس الشؤون الداخلية ومدير الديوان ورؤساء أقسام ) حيث يتواصل العمل معهم بالليل بالنهار لتدليل كل الصعاب وإعداد خارطة الطريق. وكان المصطفى النوحي شديد الوفاء لكل مساعديه ودائم الثناء على عمل رجال السلطة.
وانذر المصطفى النوحي حياته للعمل الاداري والميداني فعاش لمدة ست سنوات بعيدا عن أسرته.
إن الاشادة بعمل العامل المصطفى النوحي بإقليم ميدلت ليست تملقا ولامجاملة فالاحصائيات والمعطيات والوقائع على الارض لا يمكن ان يغض الطرف عنها الا مكابر ؛أو جاهل؛ أو مشوش صاحب مصلحة ضيقة .
ولا تعني الإشادة بعمل المصطفى النوحي أنه رجل سلطة بلا أخطاء ولكن يعني أنه قام بمهامه رغم الامكانيات الضعيفة بحس وطني وتفاني وإخلاص؛ وطوع الممكن من الامكانيات المرصودة للإقليم في خدمة رعايا صاحب الجلالة؛ و لهذا تمت مكافأته بتجديد الثقة فيه ؛وتعيينه بعمالة الصخيرات- تمارة للاستفادة من جديته وقدراته لتأهيل منطقة تنتظرها رهانات رياضية قارية وعالمية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.