في أجواء هـذا الشهر الفضيــل تعــددت الأحداث والقـــضايا التي تستــأثر باهتمــام وبأحــاديث المواطنيــن والمواطنات، من مختلــف الشرائـح والأوساط الاجتماعيـة، وعبــر كـل ربــوع الوطـن. فمن مشاغل الامتحانــات إلى تقلبــات أحوال الطقــس، ومن المنافســات الرياضية إلى قضايا الهجــرة والمهاجرين، ومن البرامــج التلفـزية إلى موضــوع العطلـة السنويـة، وإلى توالى توقيف الخلايا الإرهابية، وإلى (التسخينــات) الانتخــابية… فإلى جانب كــل هذه المواضيــع والقــضايا التي تتــزاحم فــي دائــرة اهــتمام النـاس، وتـأخـذ مــن وقتهـم وأحاديثهم ومناقشـــاتهم، هناك الحــدث الذي يجمـــع بين الجميــع، وهو مــوضوع الغـــلاء الـذي يشكــل محــور أحاديث النــاس صـباح مسـاء. نعـم.. فنيــران الأسعار المشتعلــة، هــذه الأيام، بلغــت مستـويات مستفــزة ومـدمرة لحيــاة المواطنيــن وأمنهم الغــذائي. ورب قــائل يقــول إن ما يحــدث مــن “تحــرك” الأسعار خلال شهر رمضــان ليس بالشيء الجـديد، بــل وأنـه صار مسألــة منتظــرة و”لازمـــة” كل سنــة، وأن السلطــات الحــكومية، ممثلة في وزارة الداخليــــة، سارعــت عشيــة شهــر رمضان إلى الإعلان عن قيــامها بالتدابيــر الــلازمـة لضمــان تمــوين الأسواق ومحــاربــة الغـــش وغيــره من التجــاوزات. وبالفعــل، فإن فـــوضى الغــلاء وارتفــاع الأسعار ليــس بالشيء الجــديد وأن المغاربــة عانوا ويعانون من المشــكل كلما حلــت هذه المناسبــة، لكن الوضعيــة السائــدة في الأسواق، كــما لامسها كل متبضــع خلال الأسبوع الأول من رمضــان، بلغــت درجات ومستــويات مـن الــزيادات، غير المبــررة، لم يسبــق لها مثيــل. والمثيــر أكثــر هو أن هــذه الفـــوضي شملت جــل المــواد الغــذائيـة النباتية والطبيعيــة والمصنعــة، المحليــة والمستوردة، مـن اللحــوم البيضــاء إلى العجــائن والألبان، ومــن الأسماك إلى الفــواكــه والى التوابل، ومــن الخضــر إلى الفواكــه اليابســة وإلى الــقطاني، وإلى غيــر ذلـــك مــن المــواد الحيــوية وكــل ما يمكــن أن يـــؤثث الــمائــدة الرمضـانية، دون الحــديث عـمــن لا يملكــــون “المائــدة” أصلا وعن ظــروفهم ومعاناتهم مــع موجـة الغـــلاء. أما القــول إن السلطات الحكوميــة قــد أعلنت عــن كـذا وكـذا، فالأمر هنــا أيضا يحتــاج إلى شــيء مــن الضبــط والتحـــديد، ذلـــك: ــ لأن مــوضوع مواجهــة فـــوضى الأسعار، وضمان تمــوين السوق بحاجيــات المستهلــك، لا يمكـن مقــاربته ببعــض التقارير عن المخزون والواردا
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.