بقلم :محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،
هناك تطور خطير ورهيب في النظام العالمي الجديد ،بظهور نازيون جدد لا يكتفوا بالقتل كالتتار بل القتل مع المتعة والتشريد ،عندما قبض الآسكندر المقدوني علي قرصان بحري وسأله:
” كيف تجرؤ على ازعاج البحر..؟ أجاب القرصان:-
” لأنني أسرق بسفينة صغيرة، أُدعى لصاً، وأنت الذي يفعل ذلك بإسطول تُدعى إمبراطوراً”.
هذا ما جاء في مقدمة كتاب:
” قراصنة وأباطرة:- الإرهاب الدولي في العالم الحقيقي بدون أقنعة مزيفة “، للكاتب والمفكر الأمريكي
(نعومي تشومسكي)
يقول تشومسكي:
” إنهم يريدون منا فجأة أن نعتقد أن الخنازير أصبحت خيلاً و أن العذارى انقلبن ذكوراً، والحرب هي السلام”. نظام قائم علي العهر السياسي ،ليشهد العالم ،كله علي شاشات التلفزة
خطاب نتنياهو، والكل يعلم أنة قاتل ومجرم حرب ونازي وعنصري يحاضر عن الحضارة أي حضارة وهو جالس فوق جثث من جبال من جماجم الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والبيوت المدمرة كما لم تفعل وحشية في التاريخ من قبل ،يشبة خطاب نتنياهو في الكونجرس
صديقي الروائي العراقي “حمزة الحسن” أن نتنياهو مثل العاهرة تحاضر عن الشرف، في الكونجرس عن صراع ” الحضارة ضد البربرية” وسط تصفيق حار هو المسمار الآخير في وعي الشعوب والجماعات المخدوعة، في نعش النظام الأمريكي والغربي والمركزية الأوروبية التي ترى الحياة والشعوب من منظار غربي وهي نظرة طبقية وعنصرية بشهادة كبار مفكري الشرق والغرب ومن بين هؤلاء المفكر “سمير امين “الذي وصف المركزية الأوروبية كايديولوجيا طبقية متعالية وعنصرية وحتى في الأدب ترفض هذه المركزية كل سردية مغايرة للعقل الغربي إلا اذا كانت شرشحة للمجتمع العربي الاسلامي والتركيز على ما فيه من مساوئ شارك الغرب في ترسيخها عن طريق الحروب والنهب وتنصيب زعامات مأجورة وهذا هو السبب الأول والآخير لمنح الجوائز الادبية لكل عمل تافه وسطحي يتعرض للإساءة للعرب والمسلمين من كتاب عرب ومسلمين انتهازيين لكي تأتي الشهادة من أهل البيت كما لو أن حياتنا بلا أي مساحات مشرقة ونظيفة.هذا هو خطاب التوحش والغطرسة والهيمنة الأمريكي منذ عقود:
عندما يدافع مزارع أفغاني عن حقله وداره من عدوان جنود أمريكيين يدخلون غرفة نومه مع كلابهم يدعون أنه إرهابي، مع أنه فوق أرضه وهم غزاة،
وعندما يدافع فيتنامي عن مزارعه وكوخه المداهم،
يطلقون عليه النار،
الفلسطيني المسروق الأرض عندما يرمى حجراً على جندي، يُدعى بالارهابي،
العراقي المدافع عن أرضه لا يخرج عن هذا الوصف:أن تقبل دولة الإذلال والحصار والتنازل عن سيادتها وثروتها وقيمها تُسمى دولة مسؤولة ملتزمة بالقانون الدولي،
حتى لو كانت دولة فاشية متخلفة تقطع الرؤوس في الساحات العامة،
وأما الدولة الي ترفض شروط الهيمنة تسمى دولة ارهابية.
عندما تقوم طائرات مسيرة يمنية بقصف سفن للكيان والغرب الموالي للإسرائيل،
يسمى ذلك بالاعتداء على التجارة العالمية ويهدد مصادر الطاقة في العالم،
وعندما يقوم حلفاء الغرب بمحو كل مقومات الحياة في اليمن وتحطيم بنيته التحتية،
وتقتل اطفاله بالرصاص والجوع والأمراض، يُسمى ذلك الدفاع عن النفس،
في انقلاب للمعايير.
الارهاب الأوروبي الذي كان يتخفى خلف الارهاب الأمريكي وهو شريكه،
كشر عن أنيابه تحت غطاء ثقيل من شعارات السلام وحقوق الإنسان،
لكي نصدق أن الخنازير صارت خيلاً، والعذارى انقلبن ذكوراً،
والحرب هي السلام.عندما تسرق رأسمالية متوحشة بأساطيل وقوانين مكيّفة، وشعارات ومزاعم،
يُسمّى ذلك الحفاظ على السلام العالمي،
وعندما تدافع دولة عن سيادتها وثروتها وكرامتها، تُسمى دولة راعية للإرهاب. تجاوز النظام الآمريكي والنظام السياسي الأوروبي كل ما قيل عن البربرية القديمة ولا نعرف ماذا فعلت تلك البربرية التي كانت في صراع الآمم تكتفي بالقتل فحسب،
لكن البربرية الحديثة لا تكتفي بالقتل فحسب بل ومعه التمتع به وهو أخطر تطور في تاريخ البربرية الحديثة،
وخطاب نتنياهو في الكونجرس هو ما يدور في عقول ساسة الولايات المتحدة والغرب ،
وهذا الخطاب ، وليس تاريخ 11 /9/ 2001 // تاريخ سقوط البرجين، هو التاريخ المفصلي بين الخير والشر، بين التوحش وبين قتل الأطفال والنساء، بل هو عدوان حتى على البربرية القديمة…
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية ،،
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.