مدينة سطات: بين هويتها والتنمية الحاصلة رحلة طويلة من التوقف.

voltus16 يوليو 2024آخر تحديث :
مدينة سطات: بين هويتها  والتنمية الحاصلة رحلة طويلة من التوقف.

تنتفض ساكنة مدينة سطات في مواقع التواصل الإجتماعي غاضبة بسب المهرجانات مرة أخرى ومن مجالسها المحلية والإقليمية والجهوية على تميزهم وتفننهم في تعذيبها وإعدام أمل الإصلاح من عيونها وقلوبها الساكنة تستنجد إستقرار حالتها النفسية، بعد كل الصدمات والفشل التي تلقتها في المشاريع والبرامج السابقة التي لم تعبر عن إرادة الحياة لمواطنيها التي أرادوا أن يحيوها.

فاضت مدينة سطات مرة أخرى بكل أشكال معرقلات ومعوقات التنمية ليصل الإستهتار بمساس حق الحياة عندما أصبحت صنابير الإنسان والمواطن تحصل على عطل رسمية معلن عنها مسبقا وأخرى غير رسمية بدون إعلان في التوقف والإنقطاع، مما جعلها بعد ذلك تفرض “أمر واقع” معبرة للسكان عن عدم جاهزيتها لتزويدهم بماء الشرب صالح للإنسان، وبقوتها أرسلت فئة من الساكنة إلى إبتضاع الماء من الشركات وأرسلت فئة أخرى إلى نواحي المدينة لإقتناء قاروراتها من ماء الأبار، أما الطبقة الذهبية في المجتمع إستسلمت لها تاركة ذاتها منتظرة مناعتها للمقاومة ومدى فترة وقوة تحملها.

وفي ضربة أخرى نخرت نفسية المواطن السطاتي عند خروجه من باب منزله تستقبله إبتسامة الأوساخ والحفر ملقية عليه تحية الأشغال الموسمية والطويلة النفس، ثم يترجل قليلا بعيدا عنها فإذا به يجد نفسه تحت طائلة التلوث والكلاب الضالة والدواب الشاردة بعدما كان المواطن السطاتي يفتخر وينال التنويه لنظافة مدينته قبل سنوات من الأم من قبل زوار المدن الأخرى وحتى الطلبة الذين يأتون لمدينة سطات من أجل إستكمال مشوارهم العلمي العالي لم تسلم من سخريتهم المدينة عبر مواقع التواصل الإجتماعي حتى أصبحت مدينة سطات مادة للساركازم وطنيا، مضيفين أن المدينة رغم توفرها على جامعة مثل جامعة الحسن الأول إلا أنها لا تحترم العلم والمتعلمين والباحثين بكثرة فقرها لدور الشباب والمكتبات والمرافق التربوية والثقافية.

مما يجد الطالب نفسه وجه لوجه مع المقاهي كحضن يراجع فيه ويحضر لدروسه وإمتحاناته، ليعشش فيه الروتين القاتل الذي يعاني منه شباب المدينة من فقر وعوز مادي ملموس في غياب تام للنقاش العلمي والعملي وروح الأمل والإبداع الذين يحفزون الجميع على السواء في غدٍ أفضل قادر على إستقبال طموحات وطاقات الشباب. مما جعل الطلبة دائموا البحث عن الروح الإيجابية والمتنفس لإستفراغ الشحنات السلبية والغالبية في مرحلة الإحباط لا يجيدون إلا متنفس واحد ووحيد أجمع عليه الطلبة الشباب وهو سهر الليالي والسجائر ثم السجائر الإلكترونية والمشروبات الكحولية التي إستفرغت طاقة وحيوية الشباب (رجال ونساء المستقبل) بحيث أُتُخِدَتْ كالمحفز والأنيس الرئيسي في مشوار دراستهم بعيدا عن أهلهم.

أما عن الهوية وإحياء الموروث الثقافي بالمدن لم يسبق له أن أبهج العقول في غياب الإنارة العمومية ليتمكن أطفال ونساء الإحياء من زيارة دور الشباب والمسارح التي تعزز القيم والروح الوطنية الثقافية ليتشبعو ويعتزو بالهوية.

الاخبار العاجلة