بقلم : موفيد توفيق
انتصر بوتين عسكريا بضمه القرم والدونباس ، وانتصر سياسيا بإفشاله لمحاولات عزل روسيا ، وانتصر اقتصاديا بعدما صار رابع اقتصاد عالمي وحقق نسبة نمو تتجاوز 3% في ظل الحرب ، وانتصر أمنيًا واستخباراتيا بعدما أفشل محاولات إسقاطه ومحاولات زعزعة استقرار روسيا ( قضية بريغوجين مثالا ) …وها هو اليوم ينتصر انتخابيا بشكل ساحق ، حيث حصد ما يناهز ثمانية وثمانين بالمائة 88% من أصوات الناخبين الروس في الانتخابات الرئاسية التي جرت على مدى ثلاثة أيام بما في ذلك المناطق الجديدة التي التحقت بالاتحاد الروسي وبحضور العديد من المراقبين الدوليين ……ماذا بقي أمام الغرب ليفعله الآن بعدما فشل في رهانه على سقوط بوتين ؟ ، هناك ثلاث سيناريوهات للرابع لها :
– أولا : الاعتراف بالهزيمة في أوكرانيا ، وهو ما يعني نهاية الحلف الأطلسي وتفكك الائتلاف الغربي ونهاية الهيمنة الأمريكية على القضايا الدولية بشكل عام بما يعنيه ذلك من آثار على وزن أمريكا في العديد من القضايا الدولية والمناطق الساخنة ، أولها قضية تايوان والوجود الأمريكي في المحيطين الهندي والهادي وانهيار خطط واشنطن في بحر الصين الجنوبي ، وسيؤدي ذلك حتما باليابان وكوريا الجنوبية والفيتنام والفلبين وأستراليا وآخرين إلى مراجعة علاقاتها مع الصين بما يعزز الكتلة السياسية والاقتصادية الآسيوية ويدفع بثلاث مشروعات أساسية إلى أوج قوتها ويتعلق الأمر بمشروع الحزام والطريق ومشروع أوراسيا ومنظمة بريكس
– ثانيا : الدخول في حرب ضد روسيا : وهذا أيضا قد يكون قرارا انتحاريا من الناحية السياسية والاقتصادية بالنسبة لأوروبا وقرارا مصيريا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على اعتبار أن أي هزيمة للحلف في هذه المعركة ستعني انقلاب موازين القوى في العالم بشكل دراماتيكي، لأن الأمر لن يعني فقط تفككا للحلف الاطلسي بل أيضا انهيارا لقواعد الاقتصاد العالمي كما نعرفها حاليا وتلاشيا لأدوات الهيمنة الغربية ونعني بذلك إعادة هيكلة مجلس الأمن واستبدالا لمؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها
-ثالثا: تدشين حوار استراتيجي شامل مع روسيا يجمع بين الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي : ومعنى ذلك أننا سندخل في مسارٍ جديد يتعلق باقتسام النفوذ على العالم ، بما في ذلك منطقتنا في الشروق الأوسط وشمال افريقيا وتقسيما للنفوذ في أوروبا أيضا حيث سنشهد تفكيكا رسميا للإتحاد الأوروبي ، وعودة لهيمنة روسيا على جزء واسع من منطقة وسط وشرق أوروبا بما في ذلك بولونيا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا وأرمينيا وبلغاريا ، وتقاسما للهيمنة على إفريقيا التي أتوقع أن يصبح الجزء الأكبر منها تحت تأثير التحالف الصيني-الروسي …وطبعا لا أحد سيطلب رأينا في في كل هذا ….
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.