أقدم الناشط الصحراوي امربيه أحمد محمود أد، الأربعاء 20أبريل، بشكوى لممثلية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنواكشوط، يحمل فيها المفوضية والأمين العام للأمم المتحدة باني كي-مون ومبعوثة الشخصي إلى الصحراء كريستوفر روس مسؤولية ما تعرض له من تنكيل وتعذيب بمعسكرات الاعتقال بتندوف. وقال امربيه أحمد، رئيس جمعية الصمود في وجه انتهاكات “البوليساريو”، في شكايته، التي توصل مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في نواكشوط بنسخة منها، إنه يحمل ممثلية المفوضية السامية للاجئين بالرابوني مسؤولية كل ما تعرض له من تعذيب على يد المخابرات الجزائرية قبل أن تسلمه لمليشيات “البوليساريو” وشتى أصناف البطش والتعذيب والتنكيل التي مورست عليه في سجن الرشيد الرهيب. وأضاف أنه يحمل بان كي-مون وكريستوفر روس تبعات تغاضيهما عما حدث له وما سيحدث له له مستقبلا بما في ذلك التصفية الجسدية أو الاختطاف. وقال، في هذا الصدد، “لقد تم التنكيل بي على مرآى ومسمع كريستوفر روس. كما أحمل بان كي-مون مسؤولية ما تعرضت له من تعذيب جراء اعتقالي من طرف المخابرات الجزائرية خمسة أيام فقط بعد توجيهي له رسالة أطلب منه فيها توفير الحماية لي وضمان سلامتي الجسدية”. وقال امربيه أحمد محمود، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه سيبذل قصارى الجهود من أجل فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف مليشيات “البوليساريو ” وما اقترفته، بتواطؤ مع المخابرات وقوات الأمن الجزائرية، من جرائم تعذيب وقتل واختفاء قسري في حق عدد لا يحصى من الصحراويين، مشددا على ضرورة معاقبة مرتكبى هذه الجرائم ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية المختصة. وذكر امربيه أحمد محمود بتعرضه للاعتقال أكثر من مرة سواء من طرف مليشيات “البوليساريو” أو الأمن الجزائري، مبرزا شتى أصناف البطش والتعذيب التي مورست عليه وعلى عدد من زملائه، سواء خلال انتفاضتهم العارمة ضد “القيادة الأبدية للبوليساريو” أو خوضهم اعتصاما مفتوحا أمام مكتب المفوضية السامية للاجئين بالرابوني أو بعد تأسيسهم لجمعية الصمود للمطالبة بحرية التعبير والتنقل وتحقيق أبسط ظروف العيش واحترام الحد الأدنى من الحقوق التي ظل المدعو محمد عبد العزيز وزبانيته يصادرونها منذ ما يزيد عن 40 سنة. كما ذكر بأنه قام ومجموعة من زملائه باعتصام أمام مقر ممثلية المفوضية السامية للاجئين في الرابوني في يونيو 2014، مطالبين بحقهم في التنقل والشغل وجواز السفر وبطاقة لاجئ، وهو الاعتصام الذي تم فكه في ما بعد باستعمال القوة، قبل أن يدخل في إضراب عن الطعام لمدة 25 يوما. لكن القطرة التي أفاضت الكأس، يضيف امربيه أحمد محمود، هي إقدامه، بمعية مجموعة من أصدقائه، على تأسيس جمعية الصمود في وجه انتهاكات قيادة “البوليساريو” ليتم اختطافه من قبل المخابرات الجزائرية يوم 24 يوليوز 2014 وتسليمه بعد ذلك لمليشيات “البوليساريو” التي أودعته سجن الرشيد الرهيب. وتحدث امربيه أحمد محمود، بمرارة، عن شتى أصناف التعذيب والإهانة التي تعرض لها في مغارة نثنة لا تتسع حتى للجرذان في سجن الرشيد، الذي اعتبر معتقلات غوانتنامو أهون منه. وأضاف، في شهادته الصادمة والمؤثرة حول الظروف اللاإنسانية التي عاشها في مخيمات تندوف والتعذيب الوحشي والمهين الذي مورس عليه من قبل جلاديه، بما في ذلك التبول على وجهه، أنه بعد قضاء 40 يوما في سجن الرشيد دخل في إضراب عن الطعام وأبلغ مدير السجن أنه إذا لم تسو قضيته أو يحال على إحدى المحاكم فإنه سيقدم على الانتحار ، وهذا ما تخشاه قيادة “البوليساريو” لكي لا يفتضح أمرها أمام الهيئات الدولية. وهكذا تم الإفراج عنه عن طريق مسرحية محبوكة بعد ممارسة الكثير من الضغوط على والدته المريضة ليتم إجباره على الظهور في تلفزيون “البوليساريو” والتصريح بأنه كان يشتغل في المغرب ولم يكن في السجن ولم يتعرض لأي تعذيب، علما بأن العديد من أصدقائه وأفراد عائلته يعلمون بالحقيقة ومنهم من زاره في السجن، كما أنه سرب صورا من زنزانته لبعض وسائل الإعلام. ودعا مربيه أحمد محمود الجزائر إلى رفع يدها عن قضية الصحراء وترك الصحراويين يختارون عن طواعية الحل الذي يرونه ملائما، محملا إياها مسؤولية عرقلة أي تسوية لقضية الصحراء، مستبعدا في ذات الوقت التوصل إلى أي تسوية مع القيادة الحالية “للبوليساريو” لكونها تتقيد بإملاءات عرابتها الجزائر.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.