ابراهيم فاضل
يعد مسلسل بابا علي الذي تبثه القناة الامازيغية الثامنة يوميا وقت الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، صيحة مدوية في وجه مسلكياتنا الموغلة في الدراما السينمائية والثقافة الأمازيغيتين، فبعد الجزء الأول وما يشكله من بداية انبعاث روح التأصيل لدراما أمازيغية من حيث الزمان والمكان والشخوص والوقائع الحياتية للمجتمع الأمازيغي ، إلى الجزء الثاني وما يجسده من إظهار المقومات والمهارات السينمائية التي حاول مخرج مسلسل بابا علي السيد مصطفى أشاور أن يجعل منها نقلة نوعية فنية وبلمسة درامية متفاعل مع صناعة العمل المتميز لجعل “بابا علي” لتخطي التحديات والانتقادات لأجل أن يحافظ السلسلة على صدارته ولما دخول غمار المنافسة الدولية لتحقيق مزيدا من المشاهدة أمام الأعمال الدرامية الأخرى المهيمنة على المشهد السينمائي الدرامي التلفزي المغربي ، باعتبار مسلسل “بابا علي” يجانس بين الفكاهة بمستوى محترم والتشخيص الدرامي الملتزم من حيث الأدوار في ترابطها مع الزماني.
احترافية كل من المخرج مصطفى أشاور، والسيناريست أحمد نتاما، كانت من عناصر الإبهار وعوامل النجاح في تحويل المشاهد إلى مجالات جغرافية وايكولوجية أكثر جاذبية وذلك بالانتقال من منطقة تلات ن يعقوب إجوكاك التابعة لجهة مراكش تانسيفت والتي شهدت تصوير الجزء الأول والثاني، إلى منطقة تفنوت نواحي تارودانت جهة سوس ماسة الغنية بمواردها الطبيعية والعمرانية لتحسين وتعديل الأعمال بشكل مستمر على مستوى المخزون الثقافي والتاريخي والحضاري، والجغرافية والطبيعية .
مسلسل “بابا علي” في جزئه الثالث إنتاج تلفزيوني صيغ في قالب “دراماتولوجي” جمع بين دقة الإخراج و تفوقه الملحوظ وسلامة السيناريو من الإطناب والإضافات غير الملزمة. والتشخيص الناجح إلى أبعد مدى لممثلات وممثلين امازيغيين محترفين و شباب أبانوا عن كفاءة محترمة في تشخيص الأدوار الصعبة والمركبة ، يتقدمهم بطل السلسلة وكاتب السيناريو الفنان احمد نتاما الذي يجسد بامتياز دور بابا علي، ونخبة من الم نجوم الشاشة المغربية كأحمد عوينتي الذي لعب دور أمغار، والفنان الحسين بارادواز في دور الداغور، وعبد اللطيف عاطف، والحسن شاشاو، ومصطفى الصغير ، الزاهية الزهيري، لحسن جكار يزم، وابراهيم اسلي، زهرة المهبول تامكروت ، وخديجة سكارين،…. وآخرون من نجوم الشاشة المغربية تجاوز عددهم 90 فنان.. مما جعله يحظى بمتابعة الملايين من المشاهدين وصلت إلى العالمية خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، والقناة الامازيغية.
أملنا أن يكون انطلاقة حقيقية و ليس مجرد نجاحا مؤقتا في مسار المنجز الدرامي الأمازيغي الوطني!.