استعرض باحثون مغاربة ، تجربة المملكة المغربية في مجال زراعة التمور، وخاصة صنف المجهول، ذي الأصل المغربي، وذلك خلال اشغال المؤتمر الدولي الأول لإنتاج وتجارة التمور المنعقد بأبوظبي يومي 14 و15 مارس الجاري وسلط الباحثون الضوء على استراتيجية المملكة المغربية الرامية الى النهوض بقطاع التمور وتعزيزه ، وتمكينه من تنافسية كبيرة على الصعيد العالمي، خاصة في اطار مخططي المغرب الأخضر والجيل الأخضر.
وفي هذا السياق، قال رضا مزياني الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب، إن استراتيجية النهوض بقطاع النخيل بالمملكة التي انطلقت في 2010 وستنتهي في 2030 ، تتوخى تقوية القطاع على الصعيد الوطني وجعله يحظى بتنافسية كبيرة على المستوى العالمي ، مؤكدا أن المغرب يسير في الطريق الصحيح سواء من ناحية الانتاج او الجودة، معتبرا ان قطاع نخيل التمر بالمملكة يواجه على غرار جميع الدول تحديات تتمثل في مشكل المياه والتغيرات المناخية
وأشار مزياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الى أنه باستطاعة المغرب رفع كل هذه التحديات ،بتضافر الجهود وبفضل البحوث التي ينجزها الباحثون المغاربة في هذا المجال، مبرزا ان استراتيجة المغرب في مجال النهوض بقطاع التمور تقوم على إعادة اعمار الواحات التي تعرضت لتدمير كبير بسبب مشكل الملوحة والجفاف والتصحر وأيضا مرض البيوض الذي قضى تقريبا على ثلثي الواحات المغربية.
وأضاف ان المغرب يعمل في هذا الاطار على إعادة اعمار هذه الواحات على مساحة 48 الف هكتار ، فضلا عن خلق واحات جديدة او ضيعات فلاحية وفقا لآخر التقنيات المعتمدة على الصعيد العالمي وقال إنه بفضل هذه المجهودات اصبح المغرب يحقق انتاجا من التمور يناهز 150 الف طن خلال السنوات الأخيرة ، معتبرا ان قوة الإنتاج المغربي تكمن في احتوائه على نسبة كبيرة من صنف المجهول الذي يعد واحدا من افضل الاصناف على المستوى العالمي.
من جهته قال محمد بشري مدير الاستراتيجية والتعاون بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ان التمور من صنف المجهول لها هوية مغربية باعتراف دولي، مضيفا ان عضوية المملكة المغربية في الشبكة الدولية لصنف المجهول المشاركة في هذا المؤتمر ، تهدف الى جعل هذا الصنف من التمور أداة لخلق تنمية محلية، والنهوض بتسويقه عبر العالم وأضاف في تصريح مماثل أن هذه الشبكة حديثة النشأة ، تتوخى وضع خارطة طريق من اجل النهوض بإنتاج صنف المجهول ، وتحقيق اشعاعه ، وتحسين انتاجه ومردوديته ، فضلا عن تبادل الخبرات والتجارب بين البلدان المنتجة .
وكان عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، المنسق العام للشبكة الدولية لصنف المجهول ، قد أكد خلال افتتاح أعمال الشبكة بمشاركة مدراء المنظمات الإقليمية والدولية، أن الهدف من هذا الاجتماع الأول هو جمع ونشر المعلومات حول الممارسات الفنية لزراعة المجهول وإنتاجها وتسويقها، إلى جانب توفير الاحصائيات الدقيقة حول إنتاج المجهول والتسويق الدولي.
وأضاف ان الشبكة تروم تعزيز التعاون بين الدول المنتجة لصنف المجهول، من خلال تنظيم اجتماعات ودورات تدريبية وزيارات دولية بغية تبادل الخبرات والمعلومات بين أعضائها ، بالإضافة الى تطوير معايير مشتركة كجزء من نظام الجودة الشامل لتسويق تمور المجهول محليا وإقليميا ودوليا ، وتعزيز تحليل المشكلات المشتركة ودراستها والبحث عن حلول لها، لا سيما من خلال تطوير مشاريع البحث والتطوير المشتركة.
وكان المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، قد ذكر أن حجم تجارة التمور في العالم بلغ 1،74 مليون طن سنة 2021 ، منها 1،16 مليون طن للدول العربية وأضاف شو دونيو في كلمة تليت نيابة عنه امس ، خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها الخامسة عشرة ، أن قيمة التجارة العالمية للتمور خلال العام 2021 بلغت حوالي 2،3 مليار دولار.
واستعرض المؤتمر الدولي الأول لإنتاج وتجارة التمور ، الذي عرف مشاركة نخبة من الخبراء والعلماء وأصحاب الاختصاص في تصنيع وتسويق وتجارة التمور حول العالم، 18 ورقة علمية تتناول الفرص والتحديات المرافقة لعمليات الإنتاج والتجارة الدولية للتمور إلى جانب تعزيز القيمة المضافة وزيادة القدرة التنافسية للتمور العربية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.