بقلم نادية ملاس.
عدت ياعيد 8 مارس مرة أخرى وفي ليلة كل عيد نذبح لك قرابين مأساة النساء ونتباكى على أضرحة الشكايات التي صرنا نخلطها مع المساحيق كل صباح ، عدت جديدا مرة أخرى حتى صارت النساء تكره الرقم ثمانية فيما لازالت بعض النساء ينتظرن عودة غودو صمويل بيكيت الذي يأتي ولا يأتي ، خمسون سنة ونحن نحتفل كما – سميتموه – حفلات بطعم الأحزان رغم تناسل عشرات المئات من الجمعيات والمنظمات وترسانة من القوانين المشرعة حول قصة المساوات وتكافؤ الفرص والعدالة بين الجنسين ، فلا ضحايا القوانين بقين في منازلهن ولا مستجدات عادلة تم تنزيلها ، ولا المحاكم استراحت من قضايا هذه المرأة التي تغيب عن الكلام 364 يوم ليعطى لها يوم واحد في السنة حتى صرنا كفاتح ماي عيد العمال .
في المغرب خلدوا للثامن من مارس حفلات وأعراس وفي المدن أقاموا له مواسم ومقابلات ، لكن هناك في رأس الجبل وفي القرى وحتى في الدواوير النائية حواء لاتعرف حتى عدد أيام الأسبوع ولا تعرف تاريخ ولادتها ولا تدري كم ثمن المهر الذي دفع إليها ، امرأة خلقت للطنجرة والسرير وكومة من الثعب تسبقها عند الفجر تنتظرها ، امرأة صارت تتشابه مع خيوط أسرة الوجه لافرق بين قدميها ووجنتيها تجر نفر من الأطفال لا تأكل حتى يشبعون ولا تنام حتى يغطون في الأحلام ، فهل يعرف العالم مكانها وأي الآذان تسمع أنينها فكم يكفيها من رقم 8 وكم يلزمها من مارس ؟؟؟؟؟
أوقفوا عنا هذا العيد برقمه الذي يركب على ظهره صفرين ملتصقين ودعونا نصارع كل أيام السنة فلقد تشابهت علينا كل أرقام الثمانية .
أوقفوا عنا ما اصطلحتم عليه بعيد المرأة فقد بدأ الرجال يطالبون بيوم عيد لهم فهل نحتفل معهم أم يحتفلون معنا أم نشترك نحن معا في عيد نختار له يوما بعد سبعة أيام لينضاف إلينا يوم آخر في الشهر ولنحتفل جميعا برأس السنة في اليوم الثاني والثلاثون من الشهر الثالث عشر عله يكون يوما جديدا على الأسرة تنتهي فيه الخلافات بين الأزواج وتكبر العائلة كما كانت في الستينات بعيدا عن 8 مارس يوم كانت المرأة سيدة البيت وكان الزوج رب العائلة والأطفال زينة الحياة الدنيا …/
كلام في الصميم تبارك الله علبك اختي نادية
كلام في الصميم تبارك الله عليك