عبد الرحيم هريوى
سبق لي ان قرات في افتتاحية مثيرة للأخبار،في مقارنة بين أجواء قفة الأسر من البسطاء وقفة أسر الأثرياء، والغياب الغير مبرر في ظل هذه الظروف – الأزمة لكل الأحزاب والنقابات والحكومة من الساحة السياسية في انتظار مرور العاصفة الهوجاء..
– والكل يعاني من صدى ترددات الأسعار وزلزالها القوي المدمر للقدرات الشرائية للسواد الأعظم من المجتمع المغربي (الخضر- الفواكه – الغزوال -الحبوب وباقي السلع ..)
إنه صاروخ ينطلق من أرض – جو من الأسعار للأعلى و يمشي بسرعة الصوت…
فمن ينقذ من ..!
ومن ينصت لمن . .!
ومن يدافع عن من..!
قفة المواطن خط أحمر ..لكن أي مواطن يا أحزاب ..!؟!ويا نقابات..!؟ ويا حكومة..!؟ ويا أغلبية..!؟
الكل تحت شعار الصمت من ذهب ..!
الكل وقد انسحب من الساحة السياسية أحزاب ونقابات وذلك حتى إشعار آخر ..ولا عجب..!
فكل سياسي ونقابي زماننا بين قوسين أمسى يبحث له عن صورة يلتقطها مع من يمشي في مقدمة الركب ،ولسان حاله يقول نفسي نفسي وذاك زمان وهذا زمان ولكل إنسان ما جمع وكسب ..!
ويقول ولنا الذكرى مع إخوان المغرب لما جمعوا لهم على حساب شعارات جوفاء تحويشة العمر،وبنوا لهم ولأبنائهم قصورا من الفضة والذهب،وأبناؤنا صاروا لما صاروا إليه من عطالة وعقدة عند الطلب،و ما زالوا في صراع مع تركة بنكيران وما حرق من عشب..
وكان له من الراتب السمين ولما ذاع صيته وحين في الحشر يا ما صاح ووعظ وخطب ..!
وكان له لما من الملايين المعدودة قد حصد..!
ونحن اليوم حول حلقات كبور والشعيبية نتفرج, كي نعيد لذكرى حزينة قد مرت لعقد من الزمان مع غرغري ولا تغرغري والبيليكي والعشق والغرام و بكل القفاشات والنكت الحامضة والصخب واللغط ،وفي نهاية الطواف كنا نحن الحطب..!
وفي الأزمات وحينما تسود الأجواء بالغيوم الداكنة،ولا بد من الاحتماء بالجدران الصامتة،وغلق الأبواب والنوافذ ومن كل فجوة يتسرب منها الريح العاتية.. ويسود حينذاك السكون المطبق.. وكأنه السكون الذي يسبق العاصفة ..ولا لغة تعلو فوق لغة ميديا سوستيل في زمن الثورة الرقمية وحرية تنقل المعلومة ..وحرية التعبير والتعليق بالكلمة والصورة ..وهذا الحيز الرقمي الجديد الذي يعطي للمواطن الصحفي أن يقول ما سكتت عليه شهرزاد حتى صباح جديد لشهريار..!
لذلك هناك من لا يرى بعين الرضى لما بقي للمواطن من مواقع اجتماعية في عالم التواصل من فيس بوك وتويتر وواتساب ويوتوب ومدونات ومواقع إلكترونية حرة،كي يعبر بكل صدق، وبدون ان تشم في منشوراته أية مجاملة أو محسوبية أول زبونية من خلالها عن وضعه الذي يحسه ولا يعيشه إلا ساكنة الهوامش وأصحاب الدخل المحدود حينما يشتد الوطيس ويأتيك الصهد من كل الجهات ،ويرسل رسائله للعالم الرحب، مفادها ها هنا، و هناك من يعاني كل الصعاب..!
ويحتاج من يدافع عن خبزه..!
ويحتاج من يدافع عن قفته من أولئك البسطاء والضعفاء وذوي الدخل المحدود،أما الأثرياء والأغنياء فهم بعيدون عن الصهد ..وهنا يسكن الشيطان كما يقال..الشبعان لا يحس بشعور الجيعان ..
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.