انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.. أي مصداقية لاستطلاعات الرأي؟

voltus14 أكتوبر 2022Last Update :
انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.. أي مصداقية لاستطلاعات الرأي؟

على بعد أقل من شهر على موعد انتخابات التجديد النصفي، تعود معاهد استطلاع الرأي، مجددا، إلى دائرة الأضواء: هل ستكون توقعاتها مضبوطة هذه المرة؟ شكوك المحللين بهذا الشأن تبدو مفهومة إذ كان إخفاقهم، في 2016، في التكهن بوجود تيار شعبوي فتح أبواب البيت الأبيض في وجه دونالد ترامب. كما أخطأت تقديراتهم خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2018 ثم رئاسيات 2020. فما هي توقعاتهم اليوم؟

يرجح الرأي السائد أن يحتفظ الجمهوريون بأغلبية في مجلس النواب، غير أنهم سيجدون صعوبة في استعادة مجلس الشيوخ. فالأمر الذي يبدو مؤكدا هو توقع المفاجآت، إذ، وخلال الأشهر القليلة الماضية، استمر الوضع في التقلب.

مطلع السنة، توقع المحللون السياسيون انتصار الجمهوريين في المجلس، دأبا على التقليد القائل بأن الحزب الحاكم يخسر دائما عددا من المقاعد خلال انتخابات التجديد النصفي.

باراك أوباما، وعلى سبيل المثال، كان قد تلقى ضربة موجعة في العام 2010، حين انتزعت المعارضة 60 مقعدا في مجلس النواب، وستة مقاعد في مجلس الشيوخ، دون التمكن، رغم ذلك، من السيطرة.

ويمني الجمهوريون النفس بإعادة تحقيق هذا المجد خلال السنة الجارية، متحدثين عن اكتساح مد أحمر (لون الحزب، في مقابل الأزرق بالنسبة للديمقراطيين) في نونبر المقبل.

مطلع الصيف المنصرم، الذي كان قاسيا بالنسبة لبايدن، في ظل تضخم بلغ معدلا غير مسبوق منذ 40 عاما (أكثر من 8 في المائة) واستمرار ارتفاع سعر البنزين، كان قد كرس طموحات الجمهوريين، ليتحول المد بعد ذلك لصالح الديمقراطيين، الذين حققوا نجاحات تشريعية، منها تمرير قانون يفوق تريليون دولار، أزيد من 350 مليار منها مخصصة للمناخ.

شعبية الرئيس الأمريكي شهدت، تبعا لذلك، ارتفاعا طفيفا، وتبلغ في الوقت الراهن 42 في المائة، وهو ليس بالأمر المهم، غير أنه كاف لمنح الحزب جرعة تفاؤل كما أن المحكمة العليا منحت بايدن، وعن غير قصد، فرصة جيدة عقب قرارها بشأن الإجهاض، ويعول الديموقراطيون على استغلال هذا التحول المفاجئ، من أجل تعبئة الناخبات من كافة الأطياف ويظل المرشحون الجمهوريون متحفظين بشأن هذا الموضوع، مفضلين مهاجمة منافسيهم بشأن مواضيع من قبيل الاقتصاد، والتضخم ، وارتفاع الجريمة وأيضا الهجرة.

كما أن قرار منظمة البلدان المنتجة للنفط بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم، شكل ضربة قاسية بالنسبة للديمقراطيين، إذ سيرتفع سعر غالون البنزين، مرة أخرى، تزامنا مع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

ويظل فوز الجمهوريين في مجلس النواب أمرا مرجحا، وذلك على الرغم من أن المحلل الإحصائي نيت سيلفر، عن الموقع المتخصص “Five ThirtyEight” يغامر بالقول بإمكانية احتفاظ الديمقراطيين بأغلبية، باعتباره أمرا غير مستبعد تماما. غير أن الديمقراطيين يخشون مرة أخرى من مبالغة استطلاعات الرأي في التكهن لصالحهم في الماضي، كانت استطلاعات الرأي تغفل عن استجواب الطبقات الشعبية، والتي صوت العديد من أبنائها لصالح حزب ترامب. كما أن جزءا من أنصار الرئيس السابق لا يظهرون اختياراتهم للم ستطل عين رحى المعركة الأكثر حسما تدور في مجلس الشيوخ، حيث الرهانات أكثر أهمية بالنسبة للحزبين. فإذا خسر الديمقراطيون مجلس النواب، فإن الحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ سيمكنهم من حماية المكتسبات التي تحققت خلال سنتين من فترة بايدن الرئاسية.

وفي حال حدوث العكس، فإن الجمهوريين أكدوا أنهم سينزلون بثقلهم، من أجل إلغاء جزء كبير من القوانين التي تم تمريرها منذ وصول الديمقراطيين إلى السلطة وإلى حدود الآن، تمكن هؤلاء من تحقيق الأغلبية، بفضل حضور كامالا هاريس التي ترأس مجلس الشيوخ، والتي تمنح صوتها لحزبها في حال تعادل الأصوات بنسبة 50-50.

يتطلب قلب المعادلة، إذن، حصول الجمهوريين على مقعدين، غير أن ما يمكن أن ينقذ خصومهم يتمثل في افتقار العديد من المرشحين الذين تلقوا دعم ترامب لا يتوفرون على الحنكة السياسية المطلوبة. وأبلغ مثال على ذلك في الآونة الأخيرة، يرتبط بهيرشل ووكر، بطل كرة القدم الأمريكية السابق، الذي دفعه ترامب إلى واجهة الساحة السياسية في ولاية جورجيا. فإلى جانب افتقاره للخبرة السياسية، تتصدر حياته الخاصة عناوين الأخبار. إذ تم اتهام هذا المرشح الجمهوري، وهو أب لعدد من الأطفال لم يكشف يوما عن وجودهم، بدفع أموال لسيدة من أجل القيام بعملية إجهاض، في الوقت الذي ينصب فيه نفسه معارضا قويا للإجهاض في كل الحالات.

وبعد إنكار معرفته بهذه المرأة، أعلنت هذه الأخيرة أنه وفضلا عن الإجهاض، كان لديهما كذلك طفل معا. ورغم كل هذه الفضائح، فقد قرر الحزب الجمهوري، الذي لم يستطع إيجاد بديل لضيق الوقت، الاستمرار في دعم هذا المرشح. في حال خسر، فإن الأمر سيكون إيذانا بنهاية آمال الجمهوريين، لكون جورجيا تعد إحدى الولايات التي يمكن أن تحدث فرقا، إلى جانب نيفادا وكارولينا الشمالية وبنسيلفانيا وويسكونسن.

وحتى إذا كانت حظوظ الحزب الجمهوري في الظفر بمجلس الشيوخ تبدو ضئيلة، فإنه لا يجب على الديمقراطيين الاحتفال بالنصر بشكل مسبق، إذ أن خصومهم يتوفرون على احتياطات قيمتها ملايين الدولارات، سيقومون بإنفاقها، قبل الثامن من نونبر، على الوصلات الإشهارية التلفزية في الولايات الحاسمة. فانتخابات التجديد النصفي أضحت تعد الأكثر كلفة في التاريخ، بعد أن تم إنفاق 3 ملايير دولار!


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading