“، تحت شعار : ” التكوين الذاتي لاساتذة التعليم الابتدائي: آلية نحو الارتقاء بآليات التدريس الفعال” كان هذا موضوع الندوة المنظمة من طرف جمعية “بذور للتربية و الثقافة” بشراكة مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ومختبر البحث في المعارف التربوية العلمية ومعالم الحضارة الإنسانية “.
استهلت هذه المائدة التربوية بكلمة ترحيبة من المكلف الإداري لتدبير الفرع الاقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بصفرو،الأستاذ بنحنيني رحب عبرها بالحضور وشدد على أهمية هكذا لقاءات علمية في المسار التكويني للاساتذة. بعد ذلك، ألقى رئيس جمعية بذور، الأستاذ حسن الحموشي كلمة عرّف من خلالها باهتمامات هذه الجمعية، ومشاريعها المستقبلية الخاصة بالحقل التربوي.
في نفس السياق تحدث مدير “مختبر البحث في المعارف التربوية والعلمية ومعالم الحضارة الانسانية” عن أنشطة المختبر، وكون بابه مفتوحا لمختلف الأساتذة الذين يريدون الارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ أشرف المشرفي، تناول الكلمة أولا، الاستاذ الباحث بكلية سايس، عبد الحي البوكيلي، بمداخلة عنونها ب ” التعليم عن بعد: آلية للتكوين الذاتي المستمر” مبينا ان هذا النوع من التعليم ليس وليد اللحظة، بل ظهر في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، قبل أن يتحول إلى تعليم ملزم للأستاذ والمتعلم معا، لذا وجب عليهما الانخراط فيه بجدية، كما أن الدولة عبر مؤسساتها تحاول جاهدة مأسسة هذا النمط من التعليم و تنزيل مجموعة من الإجراءت لهذا الغرض، ورفع وثيرة تكوينات الاساتذة بشكل مستمر، ومن ثم فالأستاذ مجبر على تكوين ذاتي حتى يتمكن من مسايرة عصر التكنولوجيا وما تفرضه من ابداع وابتكار.
في محاضرة ثانية كانت بعنوان” إرادة التكوين الذاتي المستمر أساس الفعل التربوي الواعي” ألقاها الدكتور مصطفى الرويجل، ووقف فيها على مفهوم الوعي التربوي؛ باعتبار أن كل من الأستاذ والمتعلم معنيان معا بمخرجات الفعل التربوي الواعي.
واختتمت هذه الجلسة بمداخلة الأستاذ ياسر بوكلاطة، الذي يشغتل بالتعليم الابتدائي، تحت عنوان ” الحياة المدرسية ومظاهر تأثيرها في جودة الممارسة التعليمية التعلمية” عرج فيها على مفهوم الحياة المدرسية باعتارها نموذجا مصغرا للحياة العامة، إذ إن كل ممارسة تعليمية قد تنعكس بالسلب او الإيجاب على الحياة العامة.
أما الجلسة الثالثة التي ترأسها الأستاذ عبد الحي البوكيلي، فتضمنت ثلاث مداخلات أيضا، استهلها الأستاذ محمد العمراني بورقة تطرق فيها إلى “إجراءات تفعيل النظام الداخلي للمؤسسات التعليمية”،فأشار إلى الكيفية التي تتم فيها تنزيل النظام الداخلي للمؤسسات التعليمية من خلال المجالس التدبيرية.
أتى الدور على الاستاذ أشرف المشرفي الذي أسهم بمداخلة موسومة ب، ت”دبير الاقسام المشتركة: الواقع والتطلعات”، وقف فيها على ابرز المشاكل التي تعتلي الاساتذة في تدبير القسم المشترك، مقترحا بعض الحلول من قبيل القيام بدراسة مسحية بغية الوقوف على الدروس المتجانسة وشبه المتجانسة وغير المتجانسة بالمرة، وإعادة تخطيطها عبر عمليات الازاحة المناسبة، مبرزا في الآن عينه، صعوبة ايجاد وصفة سحرية لظاهرة القسم المشترك، اذ يبقى الاستاذ المسؤول الاول والأخير عن تدبيره لزمن وفضاء ووسائل هذه العملية.
واختتمت هذه الجلسة بمداخلة للاستاذ رضوان العمري، تحت عنوان “الوثائق التربوية مدخل اساس نحو ممارسة مهنية ناجعة” بين من خلالها الأهمية القصوى لعملية التخطيط الناجع والفعال للأستاذ. فهذا الأخير، ملزم بإحضار الوثائق التربوية الضرورية، وإعطائها العناية الكافية تسهيلا وتنظيما لعمله داخل الفصل، إذ أنه مع التدبير الجيد تأتي النتاىج الجيدة”.
وتحولت هذه الندوة في جلسة المناقشة إلى سجال نافع بين الاساتذة المكونين والمتدربين بالمركز المذكور والمشاركين في الندوة؛ حيث دار نقاش صحي عن مدى نجاعة التعليم عن بعد وأهميته وحاجاتنا إليه في الوقت الراهن خصوصا مع توالي أعراض جائحة كورونا، وهو الطرح الذي لقي مساندة تأييدا من الاستاذ عبد الحي البوكيلي، والاستاذين المكونين بفرع صفرو الدكتور البقصي محمد والاستاذ الداودي.
وفي الأخير، تمت قراءة التقرير النهائي لهذه الندوة، والتركيز على بعض التوصيات، لعل ابرزها؛ اختيار يوم السبت كيوم لنمط التعليم عن بعد بشكل دائم حتى في غياب الجوائح، وذلك للاستئناس بهذا النمط التعليمي، وكذلك تحفيز الاساتذة على التكوين الذاتي والمستمر فيه.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
