تحية محبة وصداقة وسلام وبعد؛
المرجعية؛
إننا في حكومة الشباب المغربية ننطلق في هذا الخطاب مما وقر في المواثيق والعهود والأعراف الدولية، التي تدعو إلى احترام الدول وسيادتها وعدم التدخل في شؤونها بأي حال من الأحوال، فقد ورد في ديباجة ميثاق هيئة الأمم المتحدة: ” وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار ” وأيضا مما تضمنته بعض الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي جاء في أحدها “إن احترام السيادة الإقليمية فيما بين الدول، يعد أساسا جوهريا من أسس العلاقات الدولية”.
كما أننا ننطلق من العلاقات الأخوية الصادقة بين بلدينا والتي عرفت في العقود الأخيرة تعاون إستراتيجي كبير.
السياق؛
مع الأسف الشديد، كل تلك المنطلقات والمرجعيات لم يعرها اهتماما وطنكم وفي خرق سافر لما سبق، عمدت سلطات بلدكم، على استقبال واستضافة وتطبيب زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية المدعو ابراهيم غالي، وذلك بشكل تَسَتُري تحت اسم مستعار وبجواز سفر يحمل، وللأسف، توقيع بلد عربي جار متواطئ في القضية هو الجزائر، استنادا على مبررات واهية، معتقدة أن لعبتها لن تنكشف ومسعاها لن يخيب، الأمر الذي لا يفسر إلا كونه تواطؤ مفضوح يمس مبدأ حسن الجوار، وتطاول غير مبرر ضد سيادة المملكة المغربية، إضافة إلى استغلال الاحداث الأخيرة المتمثلة في نزوح بعض المواطنين إلى مدينة سبتة المغربية المحتلة لتحوير النقاش والتغطية عن فعلها المخالف للمواثيق الدولية.
تذكير وتساؤلات؛
إننا كشباب مغربي نذكركم أن صفحات التاريخ تسجل كيف احتل بلدكم أراضينا في الشمال والجنوب المغربيين، واستغل خيراتنا، الأمر الذي جعل “مرتزقة” تنبت في جنح الظلام سمت نفسها “البوليساريو” بعد جلاء قواتكم. وإذ نذكركم، فإننا في ذات الوقت نتساءل معكم، وأنتم كشباب ومن داخل المؤسسات السياسية التي تدبرونها أو المدنية التي تقودونها أو الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، كيف وأنتم بناة التغيير أن تقبلوا على أن يكون بلدكم يدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والمواثيق الدولية وهو على المستوى الفعلي يقوم عكس ذلك؟ كيف يتحدث بلدكم عن اتفاقية التعاون الأمني مع الرباط لخفض نسبة المهاجرين غير النظاميين للوصول إلى إسبانيا وبلدكم هو أول من خرق هذا الاتفاق بإعطاء شخص انفصالي جوازا مزورا وهوية مسروقة، أليست هذه هجرة غير نظامية تستحق الاعتذار دون الخوض في أمور أخرى مرتبطة بالجرائم التي ارتكبها هذا المجرم؟ أين هي الفكرة التي تدافعون عنها حول استقلالية القضاء وفصل السلط؟
كلمتنا؛
إننا في حكومة الشباب الموازية المغربية نستنكر وبشدة ما أقدمت عليه السلطات الرسمية الاسبانية من استضافة زعيم الانفصاليين المعادي لوحدتنا الترابية، و الذي يعتبر موضوع دعاوى قضائية جارية أمام القضاء الاسباني بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة في حق ساكنة مخيمات تندوف، في انتهاك صارخ لحقوق الانسان المتعارف عليها دوليا وللكرامة الآدمية، الأمر الذي نعتبره طعنة غدر على ظهر شريك استراتيجي لإسبانيا و أوروبا قاطبة، كما نشجب ازدواجية الخطاب الرسمي الذي تنهجه حكومتكم التي تعتبر المغرب مجرد دركي يحرس حدودها الجنوبية، وهي نظرة تقزيميه لبلد عريق أقدامه راسخة في التاريخ.
دعوتنا؛
• ندعوكم يا شباب اسبانيا، بالنظر إلى نسبتكم المهمة في بنية المجتمع الاسباني، وبالنظر لكونكم اليوم في مراكز القرار، إلى إعمال العقل لفهم الأمور كماهي وليس كما يحاول البعض الترويج لها في بروباكاندا مفضوحة، وإلى عدم الانسياق خلف الانحراف السياسي والدبلوماسي الذي تنهجه سلطات بلدكم في استهداف واضح لمصالح المغرب وسيادته، وهو الأمر الذي لن يقبله المغرب ولن يتساهل معه في مستقبل الأيام؛
• نحن على بينة بأن فيكم من الشباب من له قناعة بأن ما أقدمت عليه السلطات الاسبانية أمر غبر مقبول وخطأ دبلوماسي، وهو ما يجعلنا نخاطب عقولكم النيرة الرافضة لكل محاولة للتواطؤ ضد المبادئ الكونية لحقوق الانسان من أجل الضغط لمواجهة التصرفات غير المفهومة تجاه المملكة المغربية؛
• لا نخاطبكم من أجل دغدغة مشاعركم، ولا نخاطبكم من أجل كسب ودكم، بل نخاطبكم لأننا في حكومة الشباب الموازية المغربية نريدكم أن تتعرفوا وتطلعوا على حقيقة الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، لذلك ندعوكم للمضي قدما لمعرفة حقيقة المتواطئين من بلدكم والذين قد يلوثون صورة إسبانيا مستقبلا ويشكلون خطرا عليها، لذلك ندعوكم أن تطالبوا سلطات بلدكم بفتح تحقيق مستقل ونزيه وستكتشفون معه الخطأ الديبلوماسي الفاضح وغير المقبول والذي وقعت فيه إسبانيا في تواطؤها وتورطها في هذه المهزلة الدبلوماسية التاريخية بامتياز مع جنرالات الجزائر من خلال تسهيلهم “الدخول الاحتيالي بوثائق مزورة” لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية “ابراهيم غالي” إلى الأراضي الإسبانية.
حكومة الشباب الموازية – المملكة المغربية
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.