حينما يتألم فينا الوطن

إن الفرحة التي شهدتها أقاليمنا الجنوبية بعد التوشيحات السامية التي قام بها صاحب الجلالة نصره الله لثلة من رجالات الوطن المخلصين اعترافا بجهودهم و تضحياتهم من اجل هذا الوطن الحبيب، بقدر ما افرحتنا بقدر ما كانت سببا في حراك و نقاش و تساؤلات مفادها و ماذا عن آخرين لم يكونوا أبدا اقل وطنية ولم يتوانوا عن الذود عن كل حبة رمل من صحراءنا المغربية.

حراك إن دل على شيء فإنما يدل على تشبث الجميع بهذا الوطن الغالي و فخر كل العائلات التي ضحى آباؤها و أجدادها في سبيل وحدته و سيادته.

ماذا عن شهداء معركة أم التونسي؟

ماذا عن شهداء تافودارت و امكالة و توكات و اجديرية و الفارسية؟ و القائمة طويلة.

كل القبائل الصحراوية المغربية التي قدم رجالها انفسهم قرابين للوطن طواعية و حبا يحز في نفسها نسيانهم أو تناسيهم، و نسيان وطنيتهم التي لا غبار عليها.

الوطنية.. ذاك الشعور المقدس الذي حرك أجدادي من آل بيروك و ابي محمد ولد محمد عالي ولد بيروك و جعلهم أبطالا في نظر التاريخ و في نظرنا، ذاك الإحساس بالانتماء للوطن بالقلب و الروح و الجسد الذي تخطى حدود الماضي ليصل مداه إلى الحاضر عبر ما غرسه فينا والدي رحمه الله و ما غرسته في ابنائي و سيظل ذاك الغرس يطرح أكله مستقبلا عبر كل أجيال عائلتي.

لم نبحث يوما عن ثمن للوطنية،واعلم علم اليقين أن والدي رحمه الله حين رفض الامتثال لأوامر الحاكم الإسباني بالعيون و هو الضابط تحت إمرته لإنزال العلم المغربي المرفرف فوق بناية سنة 1957 معرضا بذلك نفسه للسجن و التنكيل، انه يومها لم يكن ينتظر مقابلا لذلك، و اجزم انه حين حمل سلاحه و انخرط في صفوف جيش التحرير للكفاح من اجل تحرير الوطن لم يكن ينتظر سوى أن يعترف له الوطن بحبه و تضحياته ذات يوم و أن يذكره ضمن رجالاته البررة كلما جاء ذكرهم.رئيسة الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان و دعم مقترح الحكم الذاتي.

 الشايعة الضبيالي بيروك رئيسة الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان و دعم مقترح الحكم الذاتي.