النهار نيوز المغربية
فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة يقف عند الذكرى 21 لعيد العرش المجيد في احتفال بأمجاد الماضي العريق وتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات في تشييد صرح المغرب الحديث
تحل علينا اليوم الذكرى 21 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش أسلافه الميامين، ذكرى غالية على قلوب المغاربة بكبيرهم وصغيرهم لما لها من معاني ودلالات عميقة تجمع بين تاريخ العرش العلوي المجيد، لما لهذا الأخير من قيمة وعراقة تمتد لأزيد من 12 قرنا من الزمن وبين الحاضر الذي يرمز للاستمرار والتجديد والنجاح في الرقي بهذا الوطن في ظل الحكامة الرشيدة لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وعلى غير ما جرت عليه العادة من احتفالات تنبض بالبهجة والمسرات، فقد تأجلت هذه السنة الطقوس الاحتفالية بسبب حالة الطوارئ واجراءات التباعد الجسدي التي تتخذها بلادنا للحد من تفشي وباء كورونا، حيث تم تأجيل حفل الاستقبال الذي دأب جلالة الملك محمد السادس نصره الله على ترؤسه كل سنة وكذلك حفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية وحفل تقديم الولاء، كما شمل قرار التأجيل “طواف المشاعل” الذي ينظمه الحرس الملكي كل سنة فضلا عن الاستعراضات والاحتفالات التي يحضرها عدد كبير من المواطنين .
كما نقف عند انجازات الحاضر وتحديات المستقبل، إنها لحظة وفاء وعرفان بما قدمه جلالة الملكين محمد الخامس الحسن الثاني طيب الله ثراهما، وهي لحظة اعتراف وعرفان لرائد نهضتنا التنموية وحامي حمة الملة والدين وصاحب الرؤية الاستثنائية والبصيرة المتفردة ملكنا الهمام محمد السادس حفظه الله وايده.
عيد العرش المجيد مناسبة غالية على قلوبنا نذكر من خلالها فلذات اكبادنا بالرابط الوثيق الذي يجمع الشعب المغربي بعاهله المفدى وضامن وحدته واستقراره، وباعث نهضته، نهضة شملت مختلف المجالات وفق رؤية حكيمة وحكامة رشيدة وحنكة وسداد من لدن جلالة الملك محمد السادس وانخراط فعلي لأبناء هذا الوطن في مسيرة النماء والتقدم والازدهار…
اننا وإذ نخلد هذه الذكرى المجيدة الطافحة بالدلالات التاريخية الوضاءة لابد لنا وان نستحضر أهم التضحيات التي قدها الملكين الراحلين جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما رفقة كل اطياف الشعب المغربي الابي لاستقلال المغرب وتقدمه في مختلف المجالات وتحرره من نير المستعمر الغاشم الذي حاول طيلة أربعة عقود طمس الهوية المغربية. ان الهدف من استحضار ذكرى عيد العرش المجيدة هو التأكيد على استمرارية مسيرة الكفاح ، ليس الكفاح من أجل طرد المستعمر بل هو كفاح من نوع أخر، كفاح ضد الفقر والهشاشة، كفاح نحو ترسيخ اكبر لمبادئ الديمقراطية والمقاربات التشاركية والمحافظة على الهوية المغربية في زمن العولمة وفي الوقت الانفتاح على الغير، كما اكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في اول خطاب للعرش بقوله ” إننا نطمح إلى ان يسير المغرب في عهدنا قدما على طريق التطور والحداثة، وينغمر في خضم الالفية الثالثة مسلحا بنظرة تتطلع لأفاق المستقبل في تعايش مع الغير، وتفاهم مع الاخر محافظا على خصوصيته وهويته، دون انكماش على الذات، وفي كنف اصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة .
اننا في فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير نقف عند هذه الذكرى الغالية لاستحضار المنجزات والمكاسب الهامة التي همت مختلف المجالات ولا سيما الحقل السياسي من خلال تفعيل وتطوير الاليات الديمقراطية و الجهود الحثيثة التي تبذل لتحقيق التنمية البشرية، كما ابرزها الخطاب الملكي السامي في 18 ماي 2005 “مبادرة تعتمد سياسة خلاقة تجمع بين الطموح والواقعية والفعالية مجسدة في برامج عملية مضبوطة ومندمجة” وهو ما يؤكد عليه السيد المندوب السامي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في أكثر من مرة بقوله أن التنمية البشرية من متطلبات المرحلة الحالية لبلادنا ومؤشراتها محاربة الأمية ومناهضة الفقر والتهميش والاقصاء الاجتماعي وجودة الصحة ونوعية الحياة هي الكفيلة ببناء الانسان الذي هو عماد وقوام كل مجهود للتنمية …. التنمية مشروع دائم ومستمر وتراكمي وتوزيعي واضح الأهداف والمعالم ومحدد الوسائل والادوات .
فمنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين في الثلاثين من شهر يوليوز 1999 وهو في عمل دؤوب لا ينقطع من أجل إطلاق الأوراش الكبرى في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وفي سعي مستمر للإصلاحات المؤسساتية والسياسية وفق رؤية تهدف إلى إرساء دعائم دولة الحق والقانون والاهتمام بكافة المجالات من تعليم، وصحة، وثقافة، وتعزيز للبنيات التحتية، بتشييد المنشآت التجهيزية الكبرى كالموانئ الضخمة، والطرق السيارة، والسدود، والتجهيزات الفلاحية لكسب رهان المغرب الاخضر،اضافة الى الاهتمام بالحقلين الاجتماعي والديني، والتركيز على السياسة الخارجية، وعلى رأسها الرفع من المجهود الدبلوماسي للدفاع عن القضية الوطنية الاولى الا وهي الصحراء المغربية .ومواجهة خصوم الوحدة الوطنية والترابية وابطال مؤامراتهم من اجل طي نهائي لملف النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية. وقد شهدت القضية الوطنية مجهودات كبيرة بفضل بصيرة جلالة الملك محمد السادس ورؤيته الاستباقية، مجهودات عززت مكتسبات المملكة المغربية بمساهمة كل القوى الوطنية الرسمية، والدبلوماسية الموازية البرلمانية والحزبية والنقابيه، وفعاليات المجتمع المدني. اضاقة إلى ملف توطيد العلاقات مع الأشقاء الأفارقة والعودة للحضن الافريقي، وبناء المغرب العربي والشراكة مع أروبا دون نسيان القضية الفلسطينية .
لقد تم تأجيل الاحتفالات الرسمية لكن ذلك لم ينقص من رمزية هذا الحدث وأهميته الكبيرة فالاحتفال الوجداني لدى المغاربة حاضر لما يكنونه من حب عميق لملكهم، وهو فرصة نقف عندها في فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة لاستحضار اضاءات الماضي والوقوف عند انجازات الحاضر وتحديات المستقبل، إنها لحظة وفاء وعرفان بما قدمه جلالة الملكين محمد الخامس الحسن الثاني طيب الله ثراهما، وهي لحظة اعتراف وعرفان لرائد نهضتنا التنموية وحامي حمة الملة والدين وصاحب الرؤية الاستثنائية والبصيرة المتفردة ملكنا الهمام محمد السادس حفظه الله وايده. فعيد العرش ليس مجرد عيط وطني فقط بل هو موعد لتجديد البيعة الشاملة بامير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفي تعبير صادق عن الاخلاص الكبير والمتبادل بين العرش والشعب.
بقلم حميدة الجازي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.