إن الناظر اليوم لواقع بلدنا الحبيب، يدرك بجلاء أن سفينته هائمة في بحر لجي عميق، تتلاطمها الأمواج شرقا وغربا، أشرعتها غير قادرة عن مقاومة الرياح المتناوحة الهوجاء، ربابنتها كل يحاول توجيهها لحيث يريد، تسارع للأحداث وتقاربها كمنبه وناقوس يقرع الأسماع لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وأمام هذا الوضع الشاذ الذي لا ينكره إلا واحد من صنفين؛ صنف يجعل أصابعه في أذانه من الصواعق حذر الموت، وصنف لم يقدر حساسية المرحلة أيما تقدير، استخفافا بها، فاتحا كل الأبواب على المجهول.
كل هذا يجعلنا نطرح التساؤل/ الإشكالية المتمثل في؛ هل نعيش أزمة إقتصاد أم أزمة ثقة ؟؟
ليستقر الجواب من الكبير والصغير ومن مختلف فئات المجتمع وتلاوينها، أننا فعلا نعيش أزمة؛ لكنها لا تعدو أن تكون أزمة ثقة، لا أزمة إقتصاد.
وهو المنطلق الذي يخول لنا أن نطرح تساؤلات فرعية تحاول الإجابة عنه بمفهوم المخالفة عند الأصوليين، فنقول:
١: من المسؤول عن حالة الفوضى التي تعم فيها البلاد، ولا أقصد بالفوضى المعنى المتبادر للأذهان، بقدر ما أقصد، الفوضى في اختلاط المفاهيم في السياسة والاقتصاد والمجتمع…؟
٢: من أفقد الشرائح العريضة من المغاربة الثقة في المؤسسات حتى أصبحت بخسة في سوق النخاسة، بل أوصلت العديد منهم الى كرهها والنظر لها كخصم عنيد، بدل اللجوء إليها كحكم منصف؟؟
٣: من ميع الساحة السياسية وأحزابها، حتى أصبح ذكرها مقرونا باللصوصية والمصالح الضيقة ؟ هل هم السياسيون أنفسهم بممارساتهم الخبيثة أم بفعل فاعل يحرك خيوط اللعبة خلف الستار لينعم بدعم الإنتاج والإخراج ؟
٤: هل أزمة الثقة التي أصبحت ظاهرة للعيان وأصبح الحراك الإقتصادي مسرحا لها ؛ لها إرتباط بصحوة ضمير يرى في تزواج المال بالسياسة والسلطة خطرا محذقا بالبلد، بدأت نتائجه تظهر في وقت وجيز؟؟
٥: هل من سبيل إلى إعادة هذه الثقة ورتق بكارتها وزفها كعروس للشعب برزنامة إصلاحات آنية ومستعجلة، أم أن المرض قد استسرى في الأجساد ولا سبيل لعلاجه إلا ببتر العضو المريض كأخف الضررين ؟؟
٦: وهل ما يعيشه المجتمع اليوم سحابة عابرة لا رعد فيها ولا برق سرعان ما ستتبدد، وأننا محصنون بما فيه الكفاية، وأنها لا تعدو أن تكون سحابة تتعرض لعملية إستمطار إصطناعي سيتوقف دويُّه وجلجلته بمعرفة ربان وأطقم بوارجه الحربية ؟؟ أم أن كل مواطن مقهور ربان بنفسه ؟؟
٧: وهل حكومتنا الموقرة اليوم قادرة على إيقاف هذا الزحف الذي نبت كالفطر وأصبح ككرة ثلج تكبر يوما بعد يوم بفعل دحرجة وزرائها لها بتواصلهم السيء واستفزازتهم المتكررة ؟؟
٩: وهل تنحيها وإعادة الضمسة على أسس سليمة مدخل لتلطيف الأجواء وإعادة جزء من هذه الثقة ، أم أن المواطن يعتبر ذهابها أو بقائها سيان ؟؟
١٠: وهل الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي هو الفيصل لعودة الثقة المفقودة لكل ما ذكر على اعتبار أنه لايسلك في أذن الجائع الا صوت يبشر بخبز؟؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.