“ساسة بلا أسنان” بقلم ذ: الجيلالي الأخضر

voltus4 يونيو 2018آخر تحديث :
“ساسة بلا أسنان” بقلم ذ: الجيلالي الأخضر

عجيب أمر ساستنا المبجلين في وطننا الحبيب؛ نعم لا غرابة ولاعجب، خصوصا إذا عرف السبب، فيوما بعد يوم يدرك القاصي والداني، الكبير والصغير، المثقف والأمي، أننا فعلا كنا ولازلنا نسير “بحكومة سيدي سْلّك وسيدي عدّي” حكومة لا تملك مثقال ذرة من الاستراتيجيات لا البعيدة ولا القريبة المدى، بل لا نبالغ إن قلنا أنها لا تملك رؤية ليوم واحد على أبعد تقدير؛ كيف لا؟ ونحن نسمع ونرى هذيان وترهات بعضهم التي فضحتها التكنولوجيا بعدما كانت في السابق لا تخرج للعلن، ولا نسمع رِكز وهمس قوم آخرين وكأنهم في عداد الموتى، يتوجب إكرامهم بالدفن.
فأن تتفجر أزمة حقيقية في البلاد ويتلعلع لهيبها في الأفق ويحجم كبراء ساستنا عن الكلام المباح ويسكتون سكوت شهرزاد في أحضان شهريار، فهو مدعاة للعجب.!
ولَأن تتفجر أزمة حقيقية في البلاد ويصل صداها لأركان العالم، وكل قرى ومداشر المغرب المنسي _الذين نسوا أنهم مواطنين مغاربة فتناستهم الحكومة إرساء للحكمة القائلة ” كم من حاجة قضيناها بنسيانها_ ونجد ساستنا المبجلين يدسون رؤوسهم في التراب، صم بكي عمي كأنهم لا يعلمون، فهو مدعاة للغرابة والعجب كذلك.!
وأن تجد أطياف الشعب المغربي تغلي كقِدْر حلزون ؛ فيما ساستنا المبجلين (معارضة وحكومة) يضربون الطم ودايرين عينين ميكا ؛ إلى حين أن يطير غطاء القدر وتخرج الآلاف من الحلزونات هاربة من جحيم النار والماء المغلى ؛ فهو مدعاة للعجب والغرابة حقا وحقيقة.!
وأن تجد ممن انحلت عقد لسانه، وتفتقت قريحته للكلام يخرج مهاجما بكلام استفزازي غليظ، ناهلا من معجم السباب والتشيار كل المترادفات؛ فهو مدعاة للشفقة والرحمة.!
وأن تجد من وكل إليه حل الأزمة والتفكير فيها بحلول واقعية ملموسة يدور في مكانه كالمغشي عليه من الموت ، ويكثر من الطليب والرغيب والمزاوكة حتى استنفذ كل مفردات أرباب الحلقة المتخصصين في فن الإستجداء؛ فهو مدعاة للصلاة على السياسة والحكومة صلاة الغائب والدعاء لها في هذه الأثناء، فإنها تُسأل.!
وأن يخرج الوزير الوصي على القطاع ، ومن سمي ظلما وزير الحكامة مع العلم أن كلامه خال من الحكمة ، بل حق لنا أن نسميه وزير ” الفهامة” ويتشبت بشركة معينة تشبت الضرير بعصاه ، ويظهر المغرب قزما ذليلا، حكومة وشعبا، وكأن هَمّ الشعب المغربي وانتظاراته هي أكل وشرب وتغوط ليس إلا؛ فهو مدعاة للسخرية والتفكّهِ في المجالس .!
وأن يخرج كبير السياسيين ممن كان لا يشق له غبار في المناظرة والإقناع والإمتاع، ويحاول إقناع المواطنين بإنهاء المقاطعة ، مستشهدا بأخت خادمته، التي نقلت له أحجية وهي تعبث في شعر رأسه لينام قرير العين ؛ فهي مدعاة لأن نسجلها كنكتة القرن السياسية، لكوننا تأكدنا بالملموس أن قرارات ساستنا ووزرائنا لا تعدو أن تكون مستلهمة من نِكت الخادمات الأندوسيات اللواتي تعج بها فيلات وزرائنا في حي الرياض، وكذا من توجيهات البستاني والسائق الملازم، ولم لا من كسال وطيابات الحمام التقليدي؛ عوض استلهام التجارب من الدول الرائدة ومن الخبراء المعتمدين والمثقفين من أبناء البلد الغيورين.!
وختاما وليس ختما لأننا ندرك أنكم ستزيدون من حماقاتكم في قادم الأيام ؛ ارحمونا، ولنرحم أعزاء شعب ذلوا، ولنرفع ” لي قهر يعف، وليس لي غلب يعف”
ذ: الجيلالي الأخضر


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading