مرت تقريبا سنة على وفاة المدرب والرئيس لفريق اتحاد المحمدية لكرة القدم المرحوم محمد الدلاحي الملقب ب”كلاوة”. نعم رحل عنا وفي قلبه غصة نكران الجميل، رحل وحيدا وغريبا، رحل بعد معاناة طويلة مع المرض في صمت، حتى في تصريحات الرجل كان يفضل السكوت وعيناها مملوئتين بالدموع. لم تكن دموع المرض لكن ربما أن الرجل كان يحس بالتجاهل ونكران الجميل، ذنبه الوحيد أنه أحب هذه المدينة. كان الراحل من أقوى دفاع شباب المحمدية، لينادى عليه في الستينيات من القرن الماضي ليلعب في صفوف المنتخب الوطني. دهب الى فرنسا في أواخر السبعينات من أجل التكوين في ميدان التدريب، وهذا ماتأتى له ليرجع إلى المغرب ويتكلف بتدريب فريق اتحاد المحمدية. المرحوم كلاوة كان هو الأب الروحي لهذا الفريق، حيث أنه ناضل كثيرا من أجل صعود الفريق من القسم الشرفي الى قسم الصفوة. وهذا العمل ليس بالهين. الكل في مدينة المحمدية يعرف خصال الراحل وطموحاته ونضاله من أجل تطوير كرة القدم بهذه المدينة. تقلد في آخر أيامه رئيسا لنادي اتحاد المحمدية ، ورغم مرضه لم ينل منه التشبث بالوقوف والتضحية من أجل الفريق. لكن الإهمال والتهميش طال الراحل أيام مرضه. كيف لا وجنازته لم تعرف وجود إلا قلة قليلة من أصدقائه، ربما بمثابة حفض ماء الوجه، وأي وجه؟ . لايختلف اثنان في كون الراحل، أعطى الشيئ الكثير لفريق اتحاد المحمدية وكان سببا في تأطير مجموعة من اللاعبين الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز اللاعبين في البطولة الوطنية. قدم خدماته وضحى بالغالي والنفيس لاعلاء سمعة الفريق. اشتغل في زمن لم تكن الأندية تتوفر على مراكز التكوين. لقد كرس الراحل حياته لخدمة فريق اتحاد المحمدية ، ويعتبر من رموز الفريق لمدة أكثر من أربعين سنة. كيف لا وهو جدير بتنظيم مهرجانا كرويا يشارك فيه اللاعبين الذين عاصروه والذين تدربوا على يديه، وذلك من أجل رد الاعتبار لأسرته ولروحه، أملين أن تكون هذه الرسالة قد تصل إلى من يهمهم الأمر من المشرفين على الرياضة والغيورين على الشأن الرياضي بمدينة الزهور، لاتخاذ هذه المبادرة نموذجا يحتذى به لرد الاعتبار للاعبين القدماء الذين أفنوا سنوات عمرهم في تطوير الرياضة وخصوصا كرة القدم بالمدينة. نتمنى أن يتدخل المكتب المسير الحالي لفريق اتحاد المحمدية، وجمعيات المحبين ، وذلك لتخليد ذكرى وفاته تكريما له ولخدماته التي أعطاها لهذا الفريق.
مراسلة عبدالله بناي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.