نــص الرســـــــــــالة
سيادة الرئيس المدير العام مصطفى التراب، سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته وبعد :
إن كرونولوجيا أحداث هذا الملف لا تخفى على أحد، ففي إطار تشجيع الاستثمار بالصحراء إبان خروج الإسبان، عمدت الدولة المغربية على سن عدة امتيازات بالمنطقة لفائدة المنعشين الاقتصاديين، وبحكم تواجد شركة فوسبوكراع فرع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بهذه الأقاليم فقد استفادت هي الأخرى من هذه الامتيازات وعلى رأسها الإعفاءات الضريبية. غير أن الإدارة العامة للم.ش.ف واظبت على اقتطاع مبالغ الضريبة على الدخل من أجور العمال والاحتفاظ بها بعد نقلها للمقر الإجتماعي لفوسبوكراع الى الدار البيضاء. لكن دون أن يتم تسليم هذه الأموال طبعا للمديرية العامة للضرائب. وجرت السنوات والاقتطاعات تتراكم لتصل إلى حوالي 33 مليار سنتيم (327.851.094 ) درهما بالضبط (خلال 30 سنة).
وخلال لقاء يوم 15 يونيو 2007 اعترف المدير المالي للمجموعة بوضوح أن المبالغ المقتطعة من أجور شغيلة شركة فوسبوكراع برسم الضريبة على الدخل والبالغة 33 مليار سنتيم لا تسلم إلى خزينة الدولة وبأن الإدارة العامة للمجموعة تحتفظ بها في خزينتها، واقترح البحث عن الصيغ القانونية الملائمة بتنسيق مع مديرية الضرائب لمنح المبالغ الواردة أعلاه إلى وزارة المالية.
سيادة الرئيس المدير العام،
أولا: اقتراح خضوع شغيلة فوسبوكراع لمقتضيات القانون المتعلق بالضريبة العامة على الدخل إقرار بأنهم كانوا يستفيدون من إعفاء من هذه الضريبة. وهذا الإعفاء لم يصدره المدير المالي للشركة ولا حتى المدير العام للمجموعة، هو قرار ملكي سامي. بأي منطق إذا يمكن إلغاء الإعفاء على العمال في حين لازالت الشركة تَرفُل في نعيم الإعفاءات الضريبية(الضريبة على الشركة، الضرائب الجمركية)؟
ثانيا، ما دخل مديرية الضرائب بالمبلغ المقتطع مادام العمال معفيين من الضريبة على الدخل؟ وإذا افترضنا جدلا أن وزارة المالية لا تعتبرهم معفيين من هذه الضريبة فلماذا لم تطبق وطيلة 30 سنة أيا من الإجراءات التي تنص عليها مدونة تحصيل الديون العمومية؟ أو ليس ذلك إقرارا منها بواقع الإعفاء؟
ثالثا، المبلغ المسروق ليس هو 33 مليار سنتيم وحدها، فالم.ش.ف استثمر هذه المبالغ المقتطعة منذ 1976. يحق لنا أن نتساءل عن مصير مبالغ الفوائد الناجمة عن هذا الاستثمار طيلة هذه المدة؟
سيادة الرئيس المدير العام مصطفى التراب،
في إطار سياستكم الرشيدة التي بدأت نتائجها تظهر للعيان وفي إطار التقسيم الإداري (Decentralization) الذي تنهجه الإدارة بتوجيهات منكم والإستقلالية والصلاحيات الواسعة المخولة للمدير المحلي، فإن شغيلة فوبوكراع ما فتئت تطالب عمالا ونشطاء نقابات بحقهم، وأن تصميمهم على مواصلة النضال لا يزال صلبا لم تكسره التكتيكات الإجرامية التي قام بها المسؤولون السابقون، وهم بحاجة الى دعمكم ويتوجهون إليكم بصفتكم اليد العليا، ويناشدون الرئيس المدير العام لتلبية مطلبهم البسيط والمتمثل في إرجاع المقر الإجتماعي لفوسبوكراع الى مدينة العيون، بغية دعمهم في حقهم الذي حرموا منه نتيجة سياسات الإدارات السابقة والمتمثل في الإعفاء الضريبي على الدخل.
وتقبلوا سيادة الرئيس المدير العام فائق التقدير والإحترام.