في إطار ترسيخ ثقافة التواصل الجامعي والانفتاح الأكاديمي، وتنزيلاً لأدوار التكوين العالي في مواكبة التحولات القانونية والمؤسساتية الراهنة، نظّم طلبة ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، الذي يشرف على تنسيقه الدكتور مصطفى قريشي، لقاءً تواصليًا علميًا وحفل استقبال متميزًا، وذلك يوم السبت 20 دجنبر، بـالكلية متعددة التخصصات بالناظور.
وقد خُصّص هذا اللقاء للاحتفاء بـالفوج الثاني من ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب استقبال الفوج الأول من ماستر المغرب والدراسات الاستراتيجية والأمنية، الذي ينسقه الدكتور يوسف عنتار، في أجواء أكاديمية راقية عكست الدينامية المتجددة التي تعرفها الكلية، وحيوية الفعل الطلابي الواعي بأدواره العلمية والمؤسساتية.
عرف اللقاء حضورًا قويًا ومميزًا لعدد كبير من أساتذة الكلية متعددة التخصصات بالناظور من مختلف المسالك والتخصصات، إضافة إلى شخصيات مهنية بارزة في مجال العدالة والقضاء، وطلبة سلك الدكتوراه، وطلبة الماستر، وهو ما منح هذا الموعد الأكاديمي بعدًا علميًا ومهنيًا متكاملًا، وجسّد انفتاح الجامعة على محيطها المؤسساتي والمجتمعي.
وقد تميّز اللقاء بتنظيم محكم ودقيق، سواء على مستوى البرمجة أو التسيير أو الفقرات المعتمدة، مما يعكس درجة الوعي والمسؤولية التي أبان عنها الطلبة المنظمون، ويؤكد أن هذا النوع من المبادرات لم يعد مجرد نشاط احتفالي، بل أصبح تقليدًا أكاديميًا راسخًا يعبّر عن الرقي المؤسسي والاحترام المتبادل داخل الفضاء الجامعي.
افتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور مصطفى قريشي، رحّب من خلالها بالسادة الأساتذة والضيوف والطلبة، مشيدًا بالحضور المكثف الذي يعكس المكانة التي باتت تحتلها هذه المسالك داخل الكلية. كما أبرز الأهمية العلمية والبيداغوجية لماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، باعتباره مسلكًا يستجيب للتحولات العميقة التي يعرفها مجال القانون والعدالة، خاصة في ظل تنامي استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تدبير الشأن العام وصناعة القرار القضائي والإداري.
وفي السياق ذاته، وجّه الدكتور قريشي كلمة تحفيزية لطلبة الفوج الثاني، دعاهم فيها إلى الاجتهاد والانضباط العلمي والمثابرة، والتعامل مع هذا التكوين بوصفه مسؤولية علمية وأخلاقية، وليس مجرد محطة دراسية، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي هو إنتاج كفاءات قانونية قادرة على التحليل النقدي والمرافعة العلمية والمهنية الرصينة.
بعد ذلك، تدخّل الدكتور يوسف عنتار، منسق ماستر المغرب والدراسات الاستراتيجية والأمنية، حيث عبّر عن اعتزازه الكبير بهذا اللقاء التواصلي، مشيدًا بروح المبادرة والتنظيم لدى الطلبة، ومؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات أصبحت عرفًا أكاديميًا دالًا على الرقي المؤسسي، بما تحمله من قيم الاحترام، والتقدير، والتواصل بين مختلف مكونات الأسرة الجامعية. كما نوه بأهمية ماستر المغرب والدراسات الاستراتيجية والأمنية في تكوين أطر قادرة على فهم التحولات الجيوسياسية والأمنية والاستراتيجية التي يعرفها المغرب ومحيطه الإقليمي والدولي.
وفي كلمته، تناول الدكتور أحمد خرطة، رئيس شعبة القانون العام، أهمية الاستمرار في الدراسات العليا، مبرزًا أن الكلية متعددة التخصصات بالناظور باتت تشكل فضاءً أكاديميًا واعدًا، بفضل المسالك الجديدة التي تم إحداثها، والتي أصبحت تشكل إضافة نوعية حقيقية للعرض البيداغوجي، وتفتح آفاقًا علمية ومهنية واسعة أمام الطلبة، سواء في مجال البحث الأكاديمي أو في ميادين الممارسة القانونية والقضائية والمؤسساتية.
وشهد اللقاء لحظة وفاء أكاديمية مميزة، تم خلالها تسليم شواهد تقديرية لعدد من الأساتذة والأستاذات أعضاء الفريق البيداغوجي لماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، تقديرًا لمجهوداتهم العلمية والبيداغوجية في تأطير طلبة الفوج الأول. وقد شمل التكريم كلًا من الدكتور يوسف عنتار، والدكتور محمد أبركان، والدكتور محمد ملاح، والأستاذة زهيرة الإدريسي، إلى جانب أساتذة آخرين ساهموا في إنجاح هذا المسار التكويني.
كما تم خلال اللقاء المناداة الرسمية على الطلبة والطالبات المقبولين في الفوج الثاني من الماستر، والذين قُدّر عددهم بحوالي سبعين طالبًا وطالبة، وكذا طلبة الفوج الأول من ماستر المغرب والدراسات الاستراتيجية والأمنة، في لحظة احتفالية جسّدت قيم الاستحقاق والتفوق، ومنحت للطلبة الجدد دفعة معنوية قوية لبداية مسارهم الجامعي.
وفي ختام هذا الموعد الأكاديمي، بادر طلبة الفوج الأول لماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي إلى تكريم الدكتور مصطفى قريشي، تعبيرًا عن امتنانهم لما بذله من مجهودات علمية وتنظيمية، وما أبان عنه من التزام أكاديمي في إنجاح هذا المشروع البيداغوجي. كما تم أخذ صورة جماعية ضمّت الفوجين معًا، إلى جانب طلبة الفوج الأول من ماستر المغرب والدراسات الاستراتيجية والأمنية، توثيقًا لهذه اللحظة الجامعة.
واختُتم اللقاء بحفل شاي على شرف السادة الأساتذة والضيوف والطلبة، في أجواء سادتها روح التواصل الإيجابي والاحتفاء العلمي الراقي، ليؤكد هذا اللقاء، مرة أخرى، أن الكلية متعددة التخصصات بالناظور تسير بثبات نحو تكريس نموذج جامعي قائم على الجودة، والانفتاح، وتشجيع المبادرات الطلابية ذات البعد الأكاديمي الرصين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


