زلزال سياسي بأم عزة… استقالة السليماني تربك المشهد المحلي وتدخل الجماعة مرحلة الغموض

بقلم: عبد المغيث لمعمري – النهار نيوز المغربية.

في لحظة غير متوقعة، وبقرار أحدث رجة حقيقية داخل الأوساط المحلية، وجدت جماعة أم عزة نفسها أمام حدث مؤثر تمثل في استقالة رئيس مجلسها الجماعي، السيد مصطفى السليماني. قرار وصفه كثيرون بالخسارة الكبيرة، ليس فقط للمؤسسة المنتخبة، بل لساكنة الجماعة التي رأت في السليماني وجها للعمل الميداني والالتزام ومسؤولا أعطى من وقته وجهده لخدمة الشأن المحلي.
لم يكن الإعلان الصادر عن عمالة الصخيرات تمارة عبر قسم الجماعات الترابية مجرد بلاغ إداري عابر، بل كان بمثابة صدمة سياسية فجرت الكثير من التساؤلات حول مستقبل الجماعة ومسار المشاريع التي انطلقت خلال فترة ولاية الرئيس المستقيل ،فقد برز السليماني، خلال السنوات الماضية، كأحد الوجوه التي تمكنت من الدفع بعدد من الأوراش التنموية التي كانت تنتظرها الساكنة منذ سنوات.
استقالة في إطار القانون… لكن وقعها كان ثقيلا على الساكنة
وجاءت معاينة شغور المنصب اعتمادا على القوانين التنظيمية المؤطرة للجماعات الترابية، وفي مقدمتها:
القانون التنظيمي رقم 59.11 المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية.
القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات.
القرار العاملي رقم 590 الصادر بتاريخ 10 دجنبر 2025، الذي عاين رسميا انقطاع السيد مصطفى السليماني عن مهامه نتيجة طلبه الاستقالة.
ورغم أن المسطرة قانونية وواضحة، إلا أن وقع الاستقالة على الشارع المحلي لم يكن عاديا، خصوصا أن رحيل السليماني جاء في وقت دقيق تعرف فيه الجماعة مسارا تنمويا بدأ يعطي ثماره.
فتح باب الترشيح… وسباق نحو خلافة صعبة
وفي خطوة تالية، أعلن السيد عامل عمالة الصخيرات تمارة، المصطفى النوحي، فتح باب الترشيح لرئاسة المجلس ابتداء من الخميس 11 دجنبر 2025 إلى الاثنين 15 دجنبر 2025.
هي فترة حاسمة من المتوقع أن تشهد صراعا سياسيا محتدما بين مكونات المجلس، في ظل البحث عن رئيس قادر على حمل الإرث الثقيل الذي تركه السليماني، واستكمال مشاريع تتطلب قيادة دقيقة وحضورا.ميدانيا مستمرا.
ساكنة على أعصابها… ومشاريع تنتظر مصيرا.واضحا
تعيش ساكنة أم عزة هذه الأيام حالة من الترقب والقلق، نظرا لكون الاستقالة جاءت في لحظة تعرف فيها الجماعة انطلاق مشاريع حيوية تتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية وتأهيل العديد من المرافق العمومية.
ويؤكد فاعلون محليون أن استمرار هذه الأوراش يتطلب استقرارا مؤسساتيا، وأن أي فراغ على مستوى القيادة قد يؤثر على وتيرتها، وهو ما يخشاه المواطنون الذين علّقوا آمالاً كبيرة على مسار التنمية الذي انطلق فعليا خلال السنوات الأخيرة.
ختاماً… صفحة تُطوى وأخرى تنتظر من يكتب فصولها
إن رحيل مصطفى السليماني عن رئاسة المجلس الجماعي لأم عزة لا يمثل مجرد تغيير إداري، بل هو نهاية مرحلة طبعتها جهود ملموسة وتفاعلات يومية مع هموم المواطنين واليوم، تفتح الجماعة صفحة جديدة قوامها البحث عن رئيس يحمل المشعل ويضع مصلحة الساكنة فوق كل اعتبار.
وبينما يقترب موعد الحسم، تظل العيون معلقة على ما ستفرزه الترشيحات، وعلى من ستكون له القدرة على قيادة أم عزة نحو مستقبل يليق بانتظارات سكانها وآمالهم.