برز اسم مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، كصوت حاسم ورجل دولة قوي بعد أن قاد عملية تطهير داخل مجلس المستشارين، ليضع حداً لصفقة مشبوهة همّت التأمينات بمبلغ يناهز مليار سنتيم، كان الرئيس السابق للمجلس النعمة ميارة يسعى إلى تمريرها لفائدة البرلماني عبد اللطيف الأنصاري. الصفقة التي وُصفت بالفضيحة، لم تكن سوى ورقة سياسية هدفها استمالة عائلة الأنصاري لدعم ميارة ضد نزار بركة في الصراع الداخلي على قيادة الحزب.
غير أن دخول ولد الرشيد على خط هذه التجاوزات قلب الموازين، حيث رفض بشكل صارم استمرار منطق الصفقات الملتبسة التي طبعت فترات سابقة من تسيير الغرفة الثانية، وواجه إرثاً ثقيلاً من الممارسات التي أثارت الكثير من الشبهات. فبفضل موقفه الصلب ودعمه المطلق لنزار بركة، تمكن من كبح جماح تحالفات هشة كانت تقوم على المصالح الضيقة، موجهاً بذلك رسالة واضحة أن المؤسسة التشريعية يجب أن تبقى بعيدة عن الحسابات العائلية والشخصية.
اليوم يظهر مولاي حمدي ولد الرشيد كرجل المرحلة، بعدما أوقف نزيفاً مالياً خطيراً داخل مجلس المستشارين، وأرسى تقاليد جديدة قائمة على الشفافية والانضباط. وبذلك، فإن الرجل الذي يُنظر إليه كصوت الاستقلال القوي في الصحراء، أصبح أيضاً صمام أمان داخل المؤسسة التشريعية، بعدما طوى صفحة ميارة وفضائحه، ليعيد للمجلس بعضاً من هيبته التي غابت طويلاً.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.