نعيمة عتماني
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن سلسلة تغييرات هامة ستواكب الدخول الجامعي لعام 2025-2026، في إطار جهود ربط التعليم العالي بمتطلبات التحولات الرقمية والمعرفية. وفي هذا السياق، أوضح محمد خلفاوي، الكاتب العام للوزارة، في حوار حول مستجدات الدخول الجامعي، أن أبرز هذه التغييرات تكمن في إعادة هيكلة مسارات التكوين الجامعي، حيث تم تقليص وحدات اللغة في سلك الإجازة، مع توسيع مساحة التكوين التخصصي، بما يتيح للطلبة التعمق في مجالاتهم العلمية والاستفادة المثلى من البرامج الدراسية.
كما أطلقت الوزارة منصة رقمية شاملة تغطي مساري الإجازة والماستر، تتضمن برامج تدريبية وتكوينية رقمية متقدمة، مع تركيز على الجوانب العملية والتطبيقية. وتهدف المنصة إلى رفع مستوى المهارات الأكاديمية والمهنية لدى الطلبة وتعزيز التفاعل داخل البيئة الجامعية الرقمية.
وعلى مستوى الماستر، تم تعديل شروط الانتقاء لتصبح أكثر وضوحاً وصرامة، مع مراعاة تخصص الإجازة ومدتها، وإمكانية اعتماد اختبارات كتابية وفق طبيعة المسلك، بعد اعتمادها في الملف الوصفي من طرف الفرق البيداغوجية. كما أصبح المشروع النهائي يشكل 25% من التقييم، بهدف تعزيز البعد التطبيقي وتشجيع الابتكار.
كما شملت التحديثات برامج التعليم المستمر للموظفين والعاملين، عبر صيغ مرنة تسمح بالدراسة الجزئية أو حضور الدورات خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومنحت الوزارة الجامعات صلاحيات أكبر لتحديد الرسوم الدراسية بما يعكس استقلاليتها المالية وقدرتها التنافسية، مع الحرص على ضمان تكافؤ الفرص بين الطلبة.
أمام هذه التحولات، من المتوقع أن تواجه الجامعات المغربية تحديات كبيرة، أبرزها مدى جاهزية البنية التحتية الرقمية، وكفاءة الطاقم التدريسي في توظيف أساليب التعليم الحديثة، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على النزاهة الأكاديمية وشفافية التقييم. كما يظل التوفيق بين متطلبات التمويل الذاتي وتلبية حاجيات الطلبة عاملاً محورياً في نجاح هذه الخطوات.
وفي ظل هذه المعطيات يظل التساؤل قائما: هل ستتمكن الجامعات المغربية من ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس يرفع من جودة التعليم العالي ويواكب التحولات الرقمية والمعرفية التي يفرضها العصر؟ ومع بدء الموسم الجامعي المقبل، سيشكل هذا الاختبار فرصة حقيقية لقياس مدى فعالية هذه الإجراءات وانعكاسها على مستقبل التعليم الجامعي بالمغرب.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
