النهار نيوز اليومية ” إدريس المؤدب
يشتكي مجموعة من المواطنين بجماعة آيت سغروشن بإقليم تازة، مما يقع في المنتجع الصيفي العشوائي المقام على واد بوزملان داخل العشات المنصوبة على طول الوادي من الجهتين ، لكرائها للزائرين والمصطافين الذين يفضلون هدوء الطبيعة ومياه الوديان الصافية ، والضلال الوارفة ، فبعد سدول خيوط الظلام وخلو المكان من المصطافين والزائرين ، إلا من بعض الذين يعشقون المبيت الليلي ، تتحول هذه العشات والمقاهي إلى قبلة لبعض الشباب لتناول المخدرات والخمور ، وممارسة الفساد ، بحيث أصبحت تنتشر ظاهرة ممارسة هذه الأفعال المشينة بشكل خطير وسط هذه العشات القريبة جدا من بعض التجمعات السكنية ، ما جعلها تؤرق بال الساكنة خوفا من جر أبنائهم وبناتهم في غفلة منهم إلى أثون هذه الممارسات الخطيرة ، لم يألفوها من قبل حتى تم السطو على ضفاف الواد من طرف أبناء المنطقة ، الذين حولوها إلى عشات تحوي بيوتا للكراء ومقاهي ومطاعم موجهة للمصطافين من دائرة تاهلة وخارجها ، أمام أعين السلطة المحلية ومدبري الشأن المحلي ، إلا أن البعض من هذه العشات القصبية تحولت إلى أمكنة مشبوهة يتوافد عليها ليلا طالبي المتعة من الجنسين ومدمني المخدرات والخمور .
وحسب ماصرح به شاب لجريدة النهار نيوز المغربية ” وهو فاعل جمعوي من أبناء المنطقة ، سبق له أن وجه رسالة لقائد قيادة بوزملان في هذا الشأن ، فإن ظاهر هذا المنتجع الصيفي العشوائي يبدو عاديا وهادئا تُمارس فيه السباحة والإستمتاع بهدوء المكان والزمان بين أشجاره الباسقة ومياهه الصافية الدافقة ، إلا أن الباطن المخفي يحيلنا على أخطر مما يمكن وصفه ، ليالي حمراء باذخة تؤتثها الباغيات والخمور وكل أنواع المخدرات ، وأمام هذا الوضع الذي انتشر وتحول إلى هاجس يثير الخوف والقلق في الساكنة ، لما يمكن أن يترتب عن ذلك من تصرفات طائشة تؤدي إلى تعكير الأجواء في أمكنة وُضعت أساس لتكون قبلة لأناس يبحثون عن الهدوء والسكينة ، فبالإضافة إلى الإستيلاء على الواد وبناء عشات على جنابيه بطرق عشوائية للإستفادة من مداخيل لا بأس بها ، تم النبش في منابعه التي لا تبعد عن مقر الجماعة إلا بأمتار قليلة وتحويل مياهها حسب رغبة كل واحد من هؤلاء إلى مكان معين ، وطمر أخرى بأكياس الرمل تنم عن جهل بما يترتب عن ذلك من استهتار بالثروة المائية التي تتغدى بها الأراضي التي يشقها الواد ويضفي عليها جمالية خاصة ، وتروي ضمأ البشر والإنسان ، ناهيك عما تشكله الموارد المائية من أدوار حاسمة لتشبت المواطن بأرضه ، والمساهمة بشكل مباشر في الحد من الهجرة القروية التي عرفتها المنطقة طيلة سنوات الجفاف .
يضيف الشاب قائلا ”
يقع كل هذا أمام أعين السلطة المحلية التي يُعتقد تجاوزا أنها تركت الحبل على الغارب ، اعتقادا منها أن بناء العشات على واد بوزملان، وتحويله إلى منتجع صيفي مهد الطريق للرواج الإقتصادي في المركز ، كما اعتبرته مناصب شغل غير قارة خَفَّضَ من نسبة البطالة في صفوف الشباب ( أصحاب الفكرة ) ما جعلها بإيعاز من المجلس الجماعي وصمته المطبق ، تغض الطرف عما يقع إما تساهلا منها لتيسير عملية الإستقطاب وإنعاش الإقتصاد المحلي ، أو لعدم علمها بما يقع وهذا أمر مستبعد إذا علمنا أن بعض لمقدمين أنفسهم يرتادون هذه الأمكنة والعشات كل يوم ويعرفون ما يقع داخلها ، ولا يرفعون تقاريرهم للقيادة إما تواطئا أو تتبعا للتعليمات ، ناهيك عن الجولات التي تقوم بها عناصر الدرك الملكي كل مرة دون أن تُفعل قانون ضبط المخالفين إلا نادرا ، ما يجعلهم يتمادون في تصرفاتهم المخلة بالحياء العام .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.